تمت مداهمة بيته من طرف الشرطة البريطانية….. زيطوط… ” من سائق سيارة في سفارة جزائرية إلى قيادة تنظيم إرهابي”
“رشاد”.. نسخة متحورة من إرهاب التسعينيات بالجزائر
المدعو محمد العربي زيطوط له باع طويل منذ تسعينيات القرن الماضي في خيانة الجزائر، قبل أن يتحول إلى عميل مخابرات عربية وأجنبية.
زيطوط فر إلى بريطانيا، بعد تورطه في ثغرة مالية كبيرة تم اكتشافها بسفارة الجزائر في ليبيا ، وهروبه إلى لندن بأموال طائلة نهبها من السفارة
زيطوط الهارب في بريطانيا يملك 15 شركة معظمها وهمية، لكن برؤوس أموال ضخمة قاربت قيمتها نحو مليار دولار
اعتقلت الشرطة البريطانية، الخميس، محمد العربي زيتوت بعد مداهمة منزله. وأكد بث مباشر لزعيم رشاد المصنفة حركة إرهابية “زيتوت” في الساعات الأولى من ليل الخميس، صحة المعلومة.
وقالت مصادر إعلامية متطابقة إنه تم مداهمة منزل زيتوت في العاصمة البريطانية لندن في حدود الساعة 22.00 بتوقيت بريطانيا (2.00 صباحا بتوقيت أبو ظبي).
وتعرض محمد العربي زيتوت لموقف محرج وهو في فيديو مباشر بعد أن داهمت السلطات البريطانية منزله، مؤكدا أن الشرطة دخلت منزله وطلب منها مهلة لإكمال البث المباشر.
لكنه اضطر لقطع بثه وهو في حالة ارتباك بعد أن أصرت امرأة كانت في الغرفة على ضرورة حضوره يعتقد أنها ابنته أو زوجته.
ولم يعرف حتى الآن الدوافع الحقيقية وراء اعتقال شرطة لندن لرأس حركة “رشاد” المصنفة في الجزائر تنظيماً إرهابياً، وإن كان الأمر مقتصرا على سماع أقواله أم لخطوات أخرى قد تمتد إلى التحقيق معه في السجن.
إلا أن المصادر الأمنية المتداولة رجحت أن “يكون وراء ذلك تحرك جزائري ضد رؤوس الحركة الإرهابية في الخارج بعد أن ثبت تورطهم في عدة جرائم وأعمال إرهابية في البلاد” ولعل آخرها حرائق الغابات وجريمة مقتل الشاب جمال بن إسماعيل.
يأتي ذلك، بعد ساعات فقط من تأكيد السلطات الجزائرية وجود أدلة دامغة على تورط حركتي “رشاد” الإخوانية و”الماك” الانفصالية الإرهابيتيْن في جريمتي حرائق الغابات وقتل وحرق وذبح الشاب جمال بن إسماعيل، الأسبوع الماضي، بمنطقة “الأربعاء ناث إيراثن” التابعة لمحافظة تيزيوزو.
واتهمت الجزائر، رسمياً، الأربعاء، حركتي “رشاد” الإخوانية و”الماك” الانفصالية بالوقوف وراء جريمة القتل البشعة لشاب متطوع في إخماد الحرائق، الأسبوع الماضي، وكذا في حرائق الغابات التي تسببت في مقتل أزيد من 169 شخصاً، بينهم عسكريون وأطفال رضع ونساء حوامل.
سجل إرهابي
لم يستغرب كثير من الجزائريين تأكيد الأربعاء، تورط حركتي “رشاد” و”الماك” الانفصالية الإرهابيتين في حرائق الغابات وجريمة اغتيال بشعة لشاب تنقل متطوعاً لإخماد الحرائق من مدينة أخرى.
تعليقات الجزائريين عبر منصات التواصل، أعادت التذكير بالسجل الحافل من العمالة والخيانة التي اشتهرت بها حركة رشاد الإرهابية، وكذلك ارتباطاتها الوثيقة بأخطر التنظيمات الإرهابية العالمية “.
وجه إرهابي لم يكن مخفياً يوماً عن رأس الحركة المدعو محمد العربي زيتوت، الذي كان له باع طويل منذ تسعينيات القرن الماضي في خيانة الجزائر، قبل أن يتحول إلى عميل مخابرات عربية وأجنبية.
والأربعاء، أضيف للسجل الإرهابي لحركة “رشاد” جريمتان بشعتان جديدتان، حرائق الغابات التي خلفت مقتل أكثر من 169 شخصاً، بينهم عسكريون وأطفال رضع ونساء حوامل.
وكذلك الجريمة البشعة غير المسبوقة التي هزت الجزائر، الأسبوع الماضي، عقب قتل وحرق وذبح الشاب جمال بن إسماعيل الذي تنقل من مدينته مليانة للمساعدة في إطفاء الحرائق بمنطقة “الأربعاء ناث إيراثن” التابعة لولاية تيزيوزو.
جريمة أسقطت آخر ما تبقى للحركة الإخوانية وقادتها من أقنعة “الحرية والديمقراطية”، وكشفت عن الوجه الإرهابي والإجرامي لأخطر تنظيم بالجزائر.
ذكّرت تلك الجرائم الجزائريين بتقنيات الإجرام التي كان انتهجها الإرهابيون في سنوات التسعينيات، من التعذيب والقتل والحرق والذبح، لكنها نفذت هذه المرة في شخص واحد وبـ”أوامر إخوانية من الخارج“.
لطالما كان كتاب المدعو محمد العربي زيتوت مبيناً من وجهه وأفعاله وتحركاته وعلاقاته المشبوهة، وتحريضه في كل مرة على الفوضى والعنف وحمل السلاح ضد الجيش وقوى الأمن بالجزائر.
وقد فعل زيطوط ذلك في فترات سابقة خلال ما كان يعرف بـ”ثورات الربيع العربي” عندما كان أحد معاول الخراب في ليبيا وسوريا، فهو واحد من “الجراثيم ” التي عاثت بالأرض فسادا وإرهاباً، حسب وصف الرئيس تبون.
وفي نهاية 2019، أصدرت محكمة جزائرية حكماً غيابياً بـ20 سنة سجناً ضد الإخواني زيطوط، واتهمته بـ”التخابر مع جهات أجنبية”، قبل أن تصدر الجزائر ضده مطلع العام الحالي مذكرة توقيف دولية بالتزامن مع تصنيف الحركة الإخوانية “تنظيماً إرهابياً” في مايو الماضي.
وكشفت التحقيقات الأمنية منذ بداية العام الحالي بالجزائر، عن وجود مخطط إرهابي وإجرامي تقوده “رشاد” عبر أذرعها وخلاياها النائمة لتنفيذ عمليات إرهابية بعدة مناطق من البلاد.
وتبين استغلال مظاهرات الحراك الشعبي للتصادم مع الشرطة بأوامر من محمد العربي زيطوط، رأس حركة “رشاد” الإرهابية.
وتمكن الأمن الجزائري من تفكيك عدة خلايا للحركة وأحبط عدة مخططات إرهابية لاستهداف المتظاهرين ومقرات حيوية في عدة مناطق من البلاد، خصوصاً بالعاصمة، بتخطيط وأوامر مباشرة من زيطوط ومساعده المدعو “مراد دهينة” الذي يعد أخطر عناصر الحركة الإرهابية.
من سائق سيارة إلى سفاح
ولطالما “عَرَّف” زيطوط نفسه على أنه “دبلوماسي وضابط مخابرات سابق”، إلا أن وثيقة أرشيفية رسمية جزائرية فضحته وكشفت أنه كان “مجرد سائق سيارة في سفارة الجزائر بليبيا“.
الوثيقة صدرت بتاريخ 18 مارس 1989 من سفارة الجزائر في ليبيا، تمثلت في “أمر بمهمة” موجهة من القائم بالأعمال الجزائري في ليبيا عبدالحق سعدوني لكل من مدير الملحق الثقافي ومسؤول أمانة السفارة للقيام بمهمة دبلوماسية إلى مقر وزارة الخارجية الليبية “مرفوقين بالسائق محمد العربي زيطوط” كما ورد في الوثيقة.
أما عن أسباب فرار زيطوط إلى بريطانيا، فتعود إلى التحقيق الذي فتحته السلطات الجزائرية بداية تسعينيات القرن الماضي في سفارتها بليبيا حول طرق تسيير الموارد المالية للسفارة، أكدت تورط “السائق” في ثغرة مالية كبيرة تم اكتشافها، وهروبه إلى لندن بأموال طائلة نهبها من السفارة.
ومع بداية الحراك الشعبي في فبراير 2019، كثّف زيطوط من دعواته “للعمل المسلح” وهي “المهمة القذرة” التي مكنته من تجديد عقده مع منظمة الكرامة الإرهابية التي يعد ناطقها الرسمي.
ومع نهاية العام الماضي، تفجرت فضيحة مدوية كان بطلها محمد العربي زيطوط، بعد أن اكتشف الجزائريون “امتلاكه إمبراطورية مالية” جمعها من سحت العمالة وعلاقاته بمخابرات أجنبية.
وبحسب الوثائق الرسمية والسرية التي كشفتها مصادر إعلامية ، فقد أظهرت وأكدت امتلاك زيطوط الهارب في بريطانيا 15 شركة معظمها وهمية، لكن برؤوس أموال ضخمة قاربت قيمتها نحو مليار دولار، وأكدت ارتباطه بعناصر مصنفة على لوائح الإرهاب العالمي تابعة لتنظيم “القاعدة” الإرهابي.
هشام/م