
أمام التهافت اللافت على “الشاربات” على تعدد ألوانها في شهر رمضان، تحذر عدة منظمات وهيآت من استهلاكها بسبب “الغش الذي يتم في عمليات التحضير بعيداً من أعين الرقابة وفي ظل لهف الصائمين”، حيث دعت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك المواطنين إلى الابتعاد من “الشربات” والاعتماد على العصائر التي تحضر منزلياً، مؤكدة بأنها سامة ومسرطنة.
ونشرت صوراً كثيرة وكتبت “هذه ليست مساحيق ومواد تنظيف أرضيات من البقع الصعبة وتطهير المنزل… هذه شربات بألوان عدة”، وأشارت إلى أن الأخطر من ذلك هو العبوات البلاستيكية التي توضع فيها ويجهل مصدرها، وقد تكون مستعملة من قبل، وأحياناً تكون معبأة في أكياس بلاستيكية. وختمت أن شراء حبات من الليمون وعصرها أفضل من استهلاك “الشربات” التي تباع في الشوارع من دون مراعاة أي شروط النظافة.
كما حذّرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، من المخاطر الصحية المرتبطة بالعصائر المعروفة بالـ “الشاربات”، التي تستهلك خلال شهر رمضان بشكل واسع.
وأوضحت المنظمة في بيان لها، اليوم الأحد، أن هذه العصائر تحتوي على مواد صناعية تشكل خطراً كبيراً على صحة الأفراد.
وتشمل هذه العصائر عدة مواد ضارة مثل بنزوات الصوديوم، التي يمكن أن تتحول إلى مادة بنزين السامة عند تفاعلها مع فيتامين C “حمض الأسكوربيك”، ما يعرض الأشخاص لمخاطر صحية خطيرة، خاصة عندما يتم تخزين العصائر في درجات حرارة مرتفعة.
وحذرت المنظمة من استخدام “حمض الستريك” كمادة حافظة ومحسّنة للطعم في هذه المشروبات، حيث أكدت أنه قد يسبب تهيّجاً للمعدة والأمعاء عند استهلاكه بكميات كبيرة ولمدة طويلة.
كما ذكرت المنظمة، أن هذه العصائر تحتوي على ملونات صناعية يمكن أن تؤدي إلى تفاعلات تحسسية، وقد تزيد من خطر فرط النشاط لدى الأطفال، حسب بعض الدراسات.
ومن جانب آخر، أشار البيان إلى أن تعبئة هذه العصائر في عبوات بلاستيكية قد يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية ضارة تؤثر على صحة المستهلك، وترفع من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية على المدى الطويل.
يجدر الذكر، أن تركيز حمض الستريك والسكر الأبيض في هذه العصائر المصنعة مرتفع بشكل كبير، مما يجعلها مشروبات ضارة بالصحة قد تؤدي إلى السمنة وأمراض أخرى مرتبطة بالاستهلاك المفرط للسكر.
ودعت المنظمة المستهلكين إلى تحضير العصائر في المنزل باستخدام مكونات طبيعية طازجة، مؤكدة على ضرورة توخي الحذر والابتعاد عن العصائر الصناعية الجاهزة التي تشكل تهديداً لصحة الأفراد.
إلى ذلك، يرى رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، مصطفى خياطي، أن المشكلة ليست في العصير بل في الظروف التي يحضر فيها، لجهة الخضوع لمعايير النظافة أولاً، لافتاً إلى أن الجزائري أصبح يشتري العصائر المعروضة على الأرصفة، بخاصة “الشربات” التي باتت تحتوي على ملونات ونكهات اصطناعية وأحماض تكون بجرعات زائدة، تهدد صحة مستهلكيها.
ويعاقب قانون العقوبات الجزائري بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات كل من يغش أو يعرض أو يضع للبيع أو يبيع مواد معدة لتغذية الإنسان أو الحيوانات، أو مواد طبية أو مشروبات أو منتجات فلاحية أو طبيعية، يعلم أنها مغشوشة أو فاسدة أو مسمومة، ويعاقب بالسجن المؤبد، إذا تسببت تلك المادة بموت إنسان.
للإشارة، يطلق مصطلح “الشاربات” على عصائر بمختلف الأذواق يتم إنتاجها يدويا في الجزائر خلال شهر رمضان، وتباع في الأسواق الشعبية أو المحلات في أكياس بلاستيكية أو قارورات .
كما أن هذا العصير لا يحمل أي علامة تجارية أو بطاقة معلومات تبين للمستهلك المكونات المصنع بها، ما يجعله غير قانوني وغير مرخص للبيع.
وفي هذا الصدد، تلزم وزارة التجارة أصحاب المنتجات الغذائية بتوضيح البيانات الأساسية لوسم المواد الغذائية، ومن بين البيانات الإجباري ذكرها تسمية البيع واسم العلامة التجارية أو الشركة وقائمة المكونات وأسماء كل المضافات الغذائية مع ذكر كمياتها بالتحديد.
حورية/م