بيتكوفيتش يرد على منتقديه ويخرج بإيجابيات كثيرة من تربص جدة
"سنسعى للحفاظ على جاهزية جميع اللاعبين قبل كأس إفريقيا"

أشاد الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، بأداء لاعبيه بعد الفوز في المباراة الودية أمام السعودية (2-0)، مؤكدًا أن هذا الانتصار جاء نتيجة العمل الجماعي والإصرار.
وصرّح الناخب الوطني، بعد نهاية المواجهة: “أريد أولاً أن أشكر لاعبيّ والجهاز الفني، هذه نتيجة تحققت بالاقتناع والعمل الجاد. واجهنا فريقًا عالي المستوى، تابعت أداءهم ضد كوت ديفوار مسبقًا، وقد شكلوا لنا الكثير من التحديات”.
وأضاف بيتكوفيتش: “بدأنا بالضغط منذ البداية، وكانت المباراة متوازنة في الشوط الأول، لكن في الشوط الثاني واصلنا الضغط دون كلل. حتى عند فقدان الكرة، ظل الفريق حاضرًا بقوة، وتمكنا من منع الخصم من خلق أي خطورة عبر لعبهم العمودي. في النهاية، حقق الفريق هدفان، وهما نتيجة منطقية لجهودنا”.
وأشار بيتكوفيتش، في تصريحاته إلى التحديات المرتبطة بجدول المباريات، قائلًا: “اللاعبون الذين يلعبون في البطولات العربية سيبقون تقريبًا شهرًا بدون منافسة، لذا أعددنا لهم برنامجًا خاصًا للحفاظ على جاهزيتهم. أرى أنه ليس من المثالي وجود بطولتين كبيرتين، كأس العرب والكان، في نفس الفترة”.
وأردف: “أتمنى أن يحافظ جميع اللاعبين على مستوى جيد حتى كأس إفريقيا، وأريد أن يجعلني الـ55 لاعبًا في القائمة الموسعة أواجه صعوبة عند اختيار التشكيلة النهائية”.
ونجح الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش في الرد على منتقديه والهجمات الإعلامية المرتبطة بخياراته الفنية المثيرة للجدل في بعض الأحيان وذلك بعدما فاز على السعودية بهدفين نظيفين في جدة، وبمتغيرات وانقلابات حدثت كلها في الشوط الثاني بعد أن كان الشوط الأول عنواناً لاستمرار الهجوم الجماهيري على المدرب السويسري.
منتخب الجزائر فاز يوم الثلاثاء على الأخضر السعودي على أرضه وأمام جماهيره بنتيجة هدفين دون رد في وديته الثانية بمعسكر السعودية، بعد الفوز في الودية الأولى أمام منتخب زيمبابوي بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف، ليخرج بإيجابيات كثيرة من هذا المعسكر الإعدادي لكأس أمم أفريقيا 2025.
وعانى المدرب السويسري من انتقادات قوية وقاسية جداً في بعض الأحيان بسبب خياراته الفنية وإصراره على أسماء لا تلقى الإجماع في “الخضر”، على غرار رامز زروقي ورياض محرز وحسام عوار وبعض الأسماء الأخرى إلا أنه ينجح في كل مرة بالرد بلغة الأرقام والنتائج على أرض الملعب.
ولم يخرج مدرب لاتسيو السابق عن العادة هذه المرة في ودية السعودية حيث بلغ الهجوم عليه ذروته مع بداية المباراة ونهاية الشوط الأول بسبب خياراته الفنية والأداء، إلى درجة أن فئة عريضة من الجماهير اتهمته بـ”الجنون” والعناد المؤدي إلى الصدام قبل أن تنقلب المعطيات في الشوط الثاني بلمسته التكتيكية المعتادة.
وتمكن فلاديمير بيتكوفيتش من الرد على منتقديه والتفوق على الثعلب الفرنسي هيرفي رينارد (كما يشير له اسمه) في الشوط الثاني من ودية الجزائر والسعودية، بعد أن أجرى تعديلاً تكتيكيًا مهماً في مركزي حاج موسى ومحرز قَلَب اللقاء، ثم بعض التغييرات التي حسمت المباراة لصالح “محاربي الصحراء“.
وأكد مدرب “الخضر” للمرة الألف تفوقه في شوط المدربين بفضل رؤيته التكتيكية والفنية الجيدة، حيث يرى الكثير من الجزائريين بأنه لقّن درساً تكتيكياً للمدرب هيرفي رينارد المعروف بتفوقه في هذا المجال وذلك بحركات فنية بسيطة في أسلوب اللعب ومراكز اللاعبين بعد أن فضّل المراقبة في الشوط الأول.
وليست هذه المرة الأولى التي ينجح فيها فلاديمير بيتكوفيتش في قلب الموازين في الأشواط الثانية من المباريات رغم الجدل الذي ما زالت تثيره بعض خياراته الفنية، وفي مقدمتها إصراره على إشراك رامز زروقي ورياض محرز أساسين، وعدم اعتماده بشكل كامل على اللاعبين الواعدين مثل أنيس حاج موسى وإبراهيم مازا، الذي يرى الكثير من الجزائريين بأنهم يستحقون مكانة أساسية.
والغريب أن تعليقات الجماهير الجزائرية في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة تحولت بـ180 درجة ما بين تلك المنشورة بعد الشوط الأول إلى الأخرى بعد نهاية المباراة، حيث تحول المدرب بيتكوفيتش من مدرب “مجنون وعنيد” إلى بطل الأشواط الثانية وخبير التغييرات التكتيكية.
وبغض النظر عن الفوز في وديتي معسكر نوفمبر ، فإن جاهزية منتخب الجزائر إلى كأس أمم أفريقيا تحتاج إلى بعض العمل والتعديل، خاصة مع عودة اللاعبين المصابين والخيارات الأساسية المعروفة مثل رامي بن سبعيني ومحمد الأمين عمورة مع ضبط الخيارات بشكل نهائي في خط الوسط.
وأنهى المنتخب الجزائري معسكره الإعدادي في مدينة جدة بفوز على نظيره السعودي بهدفين نظيفين، ليُضاف لذلك الانتصار المحقق على حساب زيمبابوي بثلاثة أهداف لهدف واحد، لتواصل كتيبة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش تحقيق الانتصارات الواحد تلو الآخر.
حقق الخضر خامس انتصار في آخر 6 مباريات خاضها بين الرسميات الوديات، حيث كان بين الانتصارات تعادل سلبي وحيد ضد غينيا بتصفيات كأس العالم 2025، أمّا من الناحية التهديفية سجل رفاق بغداد بونجاح 13 هدفاً خلال هذه المباريات مقابل تلقيهم 3 أهداف فقط.
انتصر المنتخب الجزائري في مستهل معسكره المنقضي على زيمبابوي (3-1) في مباراة دخلها بيتكوفيتش بتشكيلة كانت مبتورة من عدد مهم من الركائز، ورغم أن المردود لم يرق لتطلعات الجماهير، تثبت النتيجة واقعية هذا الفريق، قبل أن يثبت ذلك مرة أخرى ضد السعودية، حيث فاز الخضر بهدفين نظيفين في الشوط الثاني، بعد شوط أول متواضع للغاية.
ورغم الإيجابيات التي سجلت في معسكر السعودية، تشوب منتخبَ الجزائر بعضُ السلبيات التي قد تعكر الأجواء في أي لحظة، أبرزها كثرة الإصابات وافتقاد المدرب لأبرز أسلحته في مباراتين مهمتين، كما تبقى بعض الخيارات من طرف بيتكوفيتش غير مفهومة حتى الآن، من خلال الاعتماد على أسماء أجمع المختصون على محدودية مستواها الفني والبدني.
كما أن عدم منح وقت كبير لبعض اللاعبين الجدد قد يتسبب في عدم دخولهم ضمن المنظومة الفنية، على غرار إيلان قبال الذي كان الجميع ينتظرون ظهوره في مساحة زمنية أوسع، لكن المدرب اكتفى بإشراكه في بضع دقائق ضد زيمبابوي والسعودية.
على بيتكوفيتش تحسين تشكيلته الأساسية، فغالباً ما يقع في أخطاء يتم تداركها في الشوط الثاني، وفرصة التدارك ضد منتخبات أفريقية قوية قد لا تتوفر في كل مرة، فإذا أراد منتخب الجزائر المنافسة على لقب “كان 2025” يجب على المدرب التركيز ووضع العواطف جانباً في اختيار تشكيلته الأساسية في العرس الأفريقي المرتقب.
ق/ر




