بومرداس: تقديم العرض الشرفي للفيلم الوثائقي “محرقة غار يحمان بغمراسة … شاهد على الجريمة”
إستقطب العرض الشرفي للفيلم الوثائقي “محرقة غار يحمان بغمراسة … شاهد على الجريمة” للمخرج نبيل آيت شريف, الذي يسلط الضوء على محرقة وقعت داخل مغارة قام بها جيش المحتل الفرنسي وذهب ضحيتها 21 شهيدا, جمهورا لافتا يوم الخميس ببومرداس خاصة من الشباب.
وجرى العرض الشرفي لهذا الفيلم التاريخي, بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “عبد الرحمان بن حميدة” بمدينة بومرداس, في إطار فعاليات إحياء الذكرى ال62 لعيدي الاستقلال و الشباب, بحضور ممثلي العائلة الثورية و الجمهور والسلطات الولائية, وعدد من الفنانين والمجاهدين الذين شاركوا بشهاداتهم في إنجاز هذا العمل الفني التاريخي.
وفي كلمته الافتتاحية التي ألقاها بالمناسبة, قال مدير المجاهدين وذوي الحقوق, شريخي سعيد, أن هذا الفيلم الوثائقي التاريخي الذي أشرف قطاعه على إنتاجه بمشاركة عديد القطاعات, سيعرض لاحقا عبر عدد من بلديات الولاية خلال الشهر الجاري.
وأشار إلى أن هذا العمل الفني الذي يهدف إلى الحفاظ على الذاكرة الجماعية الوطنية, يستعرض شهادات حية لمجاهدين لا يزالون على قيد الحياة عايشوا هذه الفترة الزمنية الحرجة في تاريخ الجزائر المحتلة, مدعما ذلك بصور جديدة و قديمة عن الموقع.
من جهته, ذكر المخرج نبيل أيت شريف, ل/وأج, أن هذا الفيلم الوثائقي الذي يستغرق 26 دقيقة, “يؤرخ للتضحيات الجسيمة للجزائريين في سبيل نيل حريتهم ويحاكي واقع و أشكال و الأساليب الوحشية الممارسة من طرف المحتل الفرنسي ضد الجزائريين”.
وأضاف أنه تم تدعيم هذا العمل التاريخي بشهادات حية لعدد من المجاهدين لا يزالون على قيد الحياة و بشهادات أخرى لمؤرخين ولأرامل الشهداء و غيرهم.
وجاء في الشهادات التي قدمها عدد من المجاهدين الذين عايشوا هذه الجريمة ضد الإنسانية على غرار المجاهد علي بوعفير, أن “هذه المجزرة وقعت يوم 5 نوفمبر 1959 بمغارة غار يحمان بجبل بغلة بقرية غمراسة بأعالي مدينة يسر, شرق الولاية ,حيث إستشهد فيها 21 مجاهدا اختناقا بدخان الغازات السامة و بالتفجيرات التي استعملها المحتل لإبادة المجاهدين بداخلها”.
وذكرت شهادات مجاهدين آخرين إلى أن جيش الاحتلال اكتشف هذا الموقع السري الذي كان ملجأ لراحة الثوار بعد قيامهم بعمليات عسكرية ضد المحتل, عن طريق وشاية.
وإثر ذلك أطلق جيش المحتل الفرنسي عملية تمشيط عسكرية واسعة أطلق عليها اسم المنظار, حيث مشط خلالها المنطقة وحاصر المغارة من كل النواحي, وبعد فشل محاولات إقناع المجاهدين بالاستسلام, قام عساكر المحتل بإبادة الثوار الذين كانوا بداخلها عن طريق التفجيرات و الغازات السامة, وفقا للمصدر.
كما أشار مدير المجاهدين إلى أن المصالح المعنية قامت في السنوات الأخيرة بإنجاز معلم تذكاري بالقرب من هذه المغارة تخليدا لكل الثوار الذين استشهدوا في هذه المجزرة, يتضمن نبذة عن تاريخ المغارة ومساهمتها في الثورة من خلال إيواء المجاهدين.