النائب البرلماني كمال بلعربي في “فوروم الديوان”: مشروع قانون تجريم الإستعمار لا يخضع لحسابات سياساوية ضيقة أو إيديولوجيات
إذا بقي مشروع تجريم الإستعمار مجمدا ، سنجمد العمل في البرلمان
قضية الذاكرة هي قضية أمة…
النائب بلعربي كمال يقول ان قضية الذاكرة هي قضية أمة و شعب و كل مكاسب البلد نتيجة جهود اسرة انتمي إليها و هي الأسرة الثورية .و لقد تم تجسيد مطلب شعبي و هو ترسيم يوم وطني للذاكرة و هو يوم 8 ماي .
و لقد كان الرئيس تبون متفاعلا مع المطلب .و اختيار 8 ماي لأنه يوم حاسم و كان ممهد ل1 نوفمبر ..و تقول صحيفة أمريكية أنذاك بأن الضحايا أكثر من 90 ألف ضحية.
مبادرة تجريم الإستعمار ليست وليدة اليوم…
أبرز النائب البرلماني بلعربي كمال حول مشروع تجريم فرنسا خلال استضافته امس في “فوروم الديوان” حيث أكد على ضرورة تكاتف كافة الجهود من منظور أن قانون تجريم فرنسا أحسن بكثير من اعتذارها كونه يعتبره تسولا لا استرجاع حق، كما أشار إلى أن طلب تجريم فرنسا لما اقترفته في حق الجزائر والجزائريين فترة استعمارها هو الأصل وما تبقى من مطالب كلها تأتي بعد هذا المطلب الأول والأهم، وأضاف البرلماني الذي طُرحت عليه العديد من القضايا لنقاشها طيلة المنتدى أنه قد عاش الثورة المجيدة شأنه شأن العديد من بني جيله من خلال الآباء والأشرطة الوثائقية التي جسدت ما بذله الجزائريون من نفس ونفيس في سبيل استرجاع الحرية التي اعتبرها لم تسترجع كاملة طالما لم تُجرم فرنسا بعد وتعيد للجزائر أرشيفها، تاريخها وتعويضاتها.
وحول ذات الموضوع قال بلعربي أن الهدف الآن هو تحصين تاريخ الجزائر النضالي واستقلالها وثورتها المجيدة، من خلال تجريم وفرنسا وإبطال قانوني العار الأخيرين، ذاكرا أنه شخصيا لم ير أي فائدة تُذكر خاصة من الناحية الاقتصادية سواء وطنيا أو من خلال الجالية الجزائرية التي تستنزف طاقاتها وتأخذ منها الضرائب كما قامت ـ يضيف ـ ببناء فرنسا التي لا تعترف بذلك. وأبدى النائب البرلماني بلعربي كمال استعداده لقيادة مشروع تجريم فرنسا وتضحيته لأجل رؤية ذلك يتجسد على أرض الواقع، قائلا أنه جاهز لذلك وعلى كل جزائري الاستعداد للتضحية في سبيل ذلك كما كان المجاهدون يفعلون في السابق وإلا فإنه عار على كل من يقول أنه يعيش في كنف الاستقلال طالما لم يسترجع بعد أرشيف الجزائر وباقي الجماجم شأنه شأن الـ 24 جمجمة التي احتضنها تراب الوطن مؤخرا، وذلك من خلال ـ يقول ـ التحلي بالروح الوطنية التي يرى أن الجيل الحالي عليه الاهتمام بتاريخ وطنه أكثر دون أن ينتظر دروس التاريخ في المؤسسات التربوية بل على العائلة نفخ الروح الوطنية في أبنائها شيئا فشيئا، قائلا في ذات الشأن “إذا لم ندافع نحن عن الأرواح التي ضحت في سبيل أن نتنعم نحن بالاستقلال فمن سيفعل ؟
وقال بلعربي أن الملف كان ناضجا منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين قبل أن تفاجئه الموت ، ليعاد طرحه مجددا منذ 2009 ، حين طرحت مبادرة تقنين تجريم الاستعمار و جاءت المبادرات بعد سنوات من صدور قانون في فرنسا اعتبر الاستعمار ظاهرة حضارية .
و بعد سنوات من التماطل في تمرير القانون للمصادقة تحرك نواب لإعادة تفعيل المبادرة في سياق التحول الذي عرفته الجزائر . و تجريم الاستعمار مطلب مستمر الطرح ، نظرا لبشاعة ما تم اقترافه و نظرا للنتائج الكارثية لقرن و 32 سنة من استعمار استيطاني اعتمد تفكيك كل البنيات و تدمير شامل و إبادة مست البشر و التاريخ و اللغة و الثقافة و الزراعة .. و في كل مرة يطرح الملف و لقد صدرت إشارات من طرف بعض الرسميين الفرنسيين و من بينهم الرئيس ماكرون لكنها غير كافية . وفي هذا الشأن يقول بلعربي إذا بقي مشروع تجريم الإستعمار مجمدا ، سنجمد العمل في البرلمان خلال إفتتاح الدورة البرلمانية شهر سبتمبر المقبل.
ستورا يتاجر بالقضية الجزائرية
لقد أوضح المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا طبيعة المهمة التي تجمع الطرفين الجزائري و الفرنسي بخصوص ملف الذاكرة و قال :« ليست المسألة كتابة تاريخ مشترك مع الجزائر و لكن لتسطير و بلورة مبادرات ثقافية حول مسائل دقيقة و محدّدة مثل الأرشيف و قضية المفقودين “ . من جهته أكد المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني والمستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة، عبد المجيد شيخي، أنّ الجزائر تنتظر ماذا يقصد الفرنسيون من تعيين بنيامين ستورا للعمل على ملف الذاكرة مع الجزائر، مشدّدًا على أنّ الحديث عن كتابة مشتركة للتاريخ بين البلدين “غير مستحبّ وغير ممكن “. في هذه السنة بدأت خطوات لها دلالتها الرمزية كترسيم يوم وطني للذاكرة و استرجاع بعض جماجم المقاومين ثم الإعلان عن آلية مشتركة بخصوص ملف الذاكرة و لقد عينت باريس المؤرخ المعروف بنجامين ستورا ، أما الجزائر فلقد أسندت المهمة لمستشار الرئيس و مسؤول الأرشيف عبد المجيد شيخي . يقول بلعربي هناك أرشيف معتبر طيلة الفترة الاستعمارية مهرب من طرف الاستعمار تتعلق بالحالة المدنية و و المعاهدات و الوثائق واخذت 24 ألف قطعة ذهبية من الخزينة أنداك . لا يوجد في اتفاقيات ايفيان بند فيه ما يسمى عفو شامل … وتتعلق بتسليم السلطة للجزائريين . وكشف ضيف “فوروم الديوان” بصفته من تولى إيداع المشروع لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني تعرضه لضغوط من طرف أذناب فرنسا الذين أرادوا إعاقة مسار مشروع تجريم الاستعمار، وأكد بلعربي أن هذه الجهات لا تمثل السلطة بل من خارجها ، وأضاف أن بعض الاطراف في السلطة شجعت المسعى. وعاد بلعربي بالتذكير في ديسمبر 2019 صرح وزير المجاهدين بأن كل اتفاقيات مع فرنسا باءت بالفشل ، و لولا مجهودات الدولة رئيسا و نوابا لم نستطيع باسترجاع 24 رفات . و الأصل في هذه المساعي و المجهودات هو الذهاب إلى سن مشروع قانون تجريم الإستعمار . لقد تم اعتبار الاستعمار ظاهرة حضارية و تكريم الحركى . قانون التجريم تحصين للثورة و التاريخ و هو الأساس في كل المطالب فهو الأصل . جبهة التحرير ….إيديولوجية فكرية و دعوات إحالتها إلى المتحف غير “أخلاقية” أصبح الصراع ملازما للحزب العتيد ، و منذ 2003 رغم تعاقب ستة أمناء عامين لم يتحقق التوافق ، و استمر التجاذب .
و في الحقيقة الصراع يرجع إلى ما قبل ذلك و منذ دخول الجزائر في التعددية .دعوات كثيرة طرحت في خضم الحراك و هي ضرورة انسحاب أحزاب التحالف الرئاسي باعتبارها شريكة في المرحلة السابقة .و دعوات تتواصل لاحالة جبهة التحرير للمتحف باعتبارها رمزا للذاكرة الجماعية و ليست ملكية لطرف . و يرصد المتابع غياب أو ضعف الأحزاب بمختلف تياراتها ، و صار المجتمع المدني هو القوة المطروحة و التي راهن عليها الجميع . النائب بلعربي كمال قال إن جبهة التحرير كانت تنظيما يقود الثورة ، والثورة قادها الشعب و لا أوافق على ذهابها للمتحف فهي أيديولوجيا فكرية بريئة من التصرفات التي شوهتها. . و جبهة التحرير في كل مرحلة تقوم بالتطهير .و من أجل الديمقراطية ينبغي على الأحزاب أن تحترم بعضها . وعلى الأحزاب القبول بالجبهة كما قبلت هي بالتعددية في 1989. تلقين التاريخ للأجيال مهمة الآباء…. حول أهمية تدريس التاريخ الجزائري و إدماجه في المقررات الدراسية، اكد ضيف فوروم الديوان أن رواد الحركة الوطنية في الأربعينيات من القرن الماضي ، لم يتلقوا “ الوطنية “ التي كانو متشبعين بها من المدارس الفرنسية آنذاك، ففرنسا يقول بلعربي كانت تعمل جاهدة لحرمان الجزائريين من التعليم ، ويبقى دور الآباء أكثر أهمية من المدرسة في تلقين الجيل الحالي تاريخهم ، وغرس الوطنية وتحصينهم من مساعي فرنسا و عملائها بتشويه تاريخ الجزائر.