الممثل وليد بوداود : كنت أخجل بمناداتي بـ “المهرّج” وأول وقوف لي على المسرح كان بمثابة زلزال
حاورته : بلعظم خديجة
وصف وليد بوداود تجربته في مجال الفن عبر المسرح والتلفزيون والتهريج، بالسلم المبلول الذي تسبب في سقوطه مرارا، غير ناف أنه تلقى دعما معنويا من أسرته ومن حوله من أصدقاء للمواصلة في المجال، كما تعرّض لتجربته في التهريج التي يعتبرها سرّا لا يعلمه كثيرون يُمكِّن من التعوّد على مواجهة الجمهور فوق خشبة المسرح.
الديوان: بداياتك في المجال من أين كانت؟
وليد: كنت صغيرا جدّا في السن، وأقوم بتقليد أفراد أسرتي بشكل ساخر وحتى الضيوف لم يسلموا مني، وفي كل مرة كانت والدتي تتوعدني بتوبيخي، إلى أن قرّرت في سن أكبر أن أجسد حبي للتمثيل والتقليد على أرض الواقع فكانت الانطلاقة عام 2005 من الأندلس، وبعد سنة واحدة دخلت إلى المسرح، وقتها تلقيت الدروس من قبل أستاذة وثقت بي، رغم أنني لم أكن أحفظ بل أرتجل سواء على المسرح أو في التلفزيون.
الديوان: من كان سندا لك في مسارك إلى الآن؟
وليد: والداي وعلى الأخص والدتي، كانت توبخني في حال تكاسلت يوما وتدفعني إلى الاستمرار، سيما أنني تركت دراستي لألتحق بالمجال، وإلى جانبهما كان صديقي محمد صافي صناري داعما لي بشكل كبير وله أثره في مساري إلى الآن، دون أن أهمل الحديث عن الفنان “حمّو” فهو من كوّن فرقتنا إلى جانب الفنان “قدّور بن قدّور” واستدعاني مرارا للمشاركة في المهرجانات رغم أنني كنت ضحية لمقالبه، لأنه مدرك لكوني “خوّاف” وسهل الوقوع ثم ضمن حصة له “ضحّكني” بسبب ذلك تعرّف عيلنا الجمهور.
الديوان: كيف مرّ أول مشهد لك على خشبة المسرح؟
وليد: أذكر أن قدماي لم تحملانني وكنت أرتجف، كان ذلك عام 2007 بدار الشباب، وواصلت أستاذتي دعمي من خلف الستار وتوجيهي لأن لا أرتبك، شعرت كأنما زلزال ضرب الخشبة وقتها خاصة أمام الجهمور الكبير وعدد العائلات التي تابعة تلك المسرحية، وأول مرور لي كان بدور “فلاح” أما الثاني فجسّدت دور “بطة” ، أما أول مسرحية لي بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة فكانت عام 2004 شهر جانفي.
الديوان: حدّثنا عن تخصصك كمهرّج؟
وليد: أعتقد أنه من ساعدني في المسرح، كونه يفرض عليك التعامل مع فئة الأطفال، وبالنسبة لي أن تتمكن من إضحاك الطفل أهون مِن مَن هم أكبر سنا، لأنه يساعدك بالاستمرار في تلاشي القلق، أما بداياتي في مجال التهريج فكانت لما اكتشفني “عبد اللطيف بوحجر” المعروف بـ “سمسوم” فهو من نصحني بالالتحاق وبدأ بالاتصال بي ومنحي العديد من الفرص، وأول مرة أقدم عرضا كان عن طريق “الإيماء” وهو صعب للغاية لعد استعمال الكلام لإضحاك الطفل وإسعاده، ومن هذا المنبر استغل الفرصة لتوجيه رسالة لمديرية التربية من أجل تخصيص مساحات سنوية مثلما كان في الماضي من أجل عروض التهريج، لأنه يساعد الطفل على التخلص من روتين الدراسة بل ويحببه فيها كونه يعطي المثال للطفل بالحفاظ على ابتسامته.
الديوان: هل وليد حقا دائم الابتسامة أم يتصنعها لأجل إسعاد الجمهور؟
وليد: أخفي وراء ابتسامتي “جمرة” لم تنطفئ بعد، لكنني مضطر لأنه لا ينبغي أن نُظهر للطفل أننا غير سعداء ونحن نعيش ضمن مجتمع يستدعي تصنع السعادة.
الديوان: مهرج أم مسرحي أم ممثل على التلفزيون؟
وليد: رغم أنني أعشق المسرح ومهنتي كمهرج لكن التلفزيون حلمي، رغم أن المحسوبية تفرض منطقها قبل حصولك على أي فرصة في الظهور، وكثيرون من هم مثلي محرومون من التمثيل والمشاركة ضمن أدوار هامة، لكنني أنصح هذه الفئة بأن لا تيأس وتستمر في المحاولة “زكارة فيهم” ، مع أنني لا أنكر أن هناك من وقف جنبي ووثق بي ومكّنني من الظهور ضمن بعض الأعمال التلفزيونية.
الديوان: دراما أم كوميديا؟
وليد: أرغب فعلا في تجسيد دور درامي، والسائد أن من يحترف الكوميديا يجد نفسه محبوسا بحكم الآخرين ضمنها ولا يسمح له بلعب أدوار جادة،
الديوان: هل ميّع التهريج صورتك أمام من حولك؟
وليد: فعلا فكثيرون من لا يأخذونني بجدية، وأبدوا لهم سخيفا وينادونني بالمهرج كأنها مسبّة، ولا أنكر أنني في بداياتي كنت أخجل من مشاركة صوري بالزي على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن وعيت بمعنى أن تكون مهرجا ينشر السعادة وأصبحت أفتخر بكوني مهرجا، لكن الأمر صعب ضمن محيط لا يعتبر التهريج فنا.
الديوان: هل ستعرض لك أعمال رمضانية على الشاشة هذا الموسم؟
وليد: “حنا كيما قلب اللوز نبانو من رمضان لرمضان” من المفروض أن تبث خلال الأسبوعين الأخيرين من الشهر سلسلة “أنا وبنتي” التي جسّدت دورا أنا فخور به خلالها، دور “البهلول” وأشكر كل من وضع ثقته بي في هذا العمل ومنحني فرصة المشاركة، سيما أنني أعتبر أن المجال قبل اعتلائه عليك صعود سلالم من خشب مبلّل سيتسبب في سقوطك مرارا.
وليد: توّد إضافة شيء ما؟
وليد: أوّد أن أراسل من خلالكم المنتجين والمخرجين وكل من هم قائمون على انتقاء الممثلين، أن يأتوا إلى المسرح “أرواحوا للمسرح” وامنحوا الفرصة لمن ضيعوا حياتهم من أجل المجال حبا فيه وإيمانا بما يقدمونه، ونصيحتي لزملائي ممن ينتظرون فرصتهم أن يثقوا في أنفسهم فقط ويعملوا على صقل موهبتهم في انتظار تلك الفرصة التي ستأتي يوما ما.