تتواصل انتفاضة الشارع المغربي ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني, حيث خرج المغاربة في أكثر من 900 مسيرة و 6500 مظاهرة شعبية, خلال عام واحد, عبر مختلف أرجاء البلاد, مطالبين النظام الرسمي بفك الارتباط مع الصهاينة وطردهم من المملكة, في وقت يمعن فيه المخزن في علاقاته مع هذا الكيان المحتل الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين.
و أحصت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في بيان لها, منذ 7 أكتوبر 2023 و إلى غاية يوم أمس الجمعة, 730 مسيرة شعبية و 5910 مظاهرة مناهضة للتطبيع و داعمة للمقاومة في فلسطين, في حراك شعبي غير مسبوق ينم عن مدى وعي المغاربة بخطر التغلغل الصهيوني في مفاصل المملكة.
و تضاف هذه الفعاليات الاحتجاجية التي نظمتها الهيئة المغربية إلى العشرات من المسيرات والمظاهرات التي نظمتها العديد من الهيئات المغربية الأخرى المناهضة للتطبيع مثل الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع, التي أعلنت في آخر إحصائية لها الأسبوع الماضي عن تنظيم 9 مسيرات وطنية مليونية و 180 مسيرة محلية و 600 مظاهرة محلية, بالإضافة إلى 8 أيام وطنية احتجاجية عمت أغلب مدن المغرب.
وتعهدت الجبهة المغربية, التي تضم عشرات الهيئات الحقوقية, باستمرارها في النضال بكافة الوسائل المشروعة إلى غاية إسقاط جميع اتفاقيات “الخزي والعار” الموقعة من قبل النظام المغربي ومؤسساته الرسمية مع الكيان المحتل, و إغلاق ما يسمى “مكتب الاتصال الصهيوني” بالعاصمة الرباط, وكذا العمل على إخراج مقترح تجريم التطبيع المجمد في أدراج البرلمان للوجود, استجابة لمطالب الشارع المغربي وقواه الحية في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته ومطالبه العادلة والمشروعة.
في المقابل, تتسارع وتيرة التطبيع الهستيري بين المخزن والكيان الصهيوني, رغم الرفض الشعبي الواسع لهذا التقارب بكل أشكاله والهادف الى “صهينة ” المملكة و رهن سيادتها, رغم التحذيرات من مغبة هذه الخطوة غير محسوبة العواقب, خاصة مع الأطماع الصهيونية في القارة الإفريقية.
و حذرت مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين في بيان سابق لها من “هستيريا التطبيع” التي تعددت مظاهرها بالمملكة, والمؤشرات “الجد خطيرة” التي تؤكد أن مقاليد الأمور في المغرب “خرجت عن سقف التطبيع الكلاسيكي و اصبحت تسير بالبلاد بسرعة جنونية نحو التخريب”.