الفضاءات الترفيهية بالواجهة البحرية للجزائر العاصمة متنفس حقيقي للزوار خلال موسم الاصطياف

تشهد الواجهة البحرية للجزائر العاصمة, خلال موسم الاصطياف الحالي, إقبالا متزايدا للزوار, بعد أن تدعمت, مؤخرا, بفضاءات ترفيهية جعلت منها متنفسا حقيقيا لسكان العاصمة والقادمين إليها من داخل وخارج البلاد.
ومن بين هذه المرافق, “سطيحة بونطة”, التي افتتحت أبوابها شهر يونيو المنصرم, بمناسبة انطلاق موسم الاصطياف الجاري, والتي تستقطب أعدادا لافتة من الزوار, لاسيما في الفترة المسائية, حيث يوفر المكان فسحة للتجوال والنزهة بإطلالة مميزة على خليج وميناء الجزائر.
ويعد هذا الموقع الترفيهي الكائن بمحاذاة مقر ولاية الجزائر وموقف السيارات “مصطفى بونطة”, مقصدا لمحبي السهرات الليلية, على أنوار مدينة “المحروسة”. فانطلاقا من الممر العلوي بشارع “زيغود يوسف” ووصولا إلى “السطيحة”, التي تندرج تهيئتها ضمن “المخطط الأزرق” الرامي إلى تهيئة الواجهة البحرية لخليج الجزائر, يمكن لزوار العاصمة الاستمتاع بالمنظر الخلاب لخليج العاصمة, الذي يتزين أفقه بمنارة جامع الجزائر.
ويجد الكثيرون ملاذا لهم في “سطيحة بونطة” أو كما يحبذ البعض منهم تسميتها “باب الدزيرة”, لانتظار أقاربهم وذويهم من المغتربين العائدين لأرض الوطن لقضاء عطلة الصيف, بدل تنقلهم إلى محطة النقل البحري. وفي سياق تعزيز الوجهات السياحية بعاصمة البلاد وتدعيم فضاءات النزهة بها, تمت تهيئة ساحة “كيتاني” ببلدية باب الوادي, والتي توفر للعائلات والزوار فضاءات للمشي والتجوال, بالإضافة إلى حيز آخر مخصص لممارسة الأنشطة الرياضية الجماعية وللألعاب الموجهة للأطفال, فضلا عن احتوائها على مساحات ومقاعد للجلوس لمن يفضلون, ببساطة, الاستمتاع بنسيم البحر العليل.
بدورهم, يفضل البعض من مرتادي شاطئ “قاع الصور”, المحاذي للساحة, التوجه نحو هذا الفضاء للاستمتاع بالأجواء الليلية المنعشة, بعد قضائهم يوما كاملا تحت أشعة الشمس. ومما ساهم أيضا في ازدياد الإقبال على هذا الفضاء, البرامج الترفيهية والأنشطة الرياضية التي تنظم بها بشكل دوري, على غرار دورة للشطرنج تم تنظيمها, مؤخرا, من قبل رابطة ولاية الجزائر لهذه اللعبة, والتي حظيت باهتمام واسع من قبل الزوار.
وبمتنزه الصابلات (بلدية حسين داي), افتتحت خلال الأسابيع الماضية, ثلاثة مسابح جديدة جاءت لتعزيز البنية الترفيهية بالجزائر العاصمة, حيث أصبح هذا الموقع خلال السنوات القليلة الأخيرة, قبلة لشريحة واسعة من الزوار, بفضل المؤهلات التي يحوز عليها, لاسيما مساحته الواسعة والخدمات المتوفرة به.
ويجدر التذكير بأن رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, كان قد أكد نهاية السنة الفارطة على أن مخطط تطوير وعصرنة الجزائر العاصمة من شأنه أن” يفتح آفاقا مستقبلية واعدة للارتقاء بعاصمة البلاد, وهذا بالنظر لأهمية المشاريع الاستراتيجية التي يتضمنها”.
وفي هذا السياق, يتم حاليا انجاز مشاريع عدة في إطار “المخطط الأزرق”, وذلك تجسيدا لـ “النظرة الاستراتيجية لت طوير وعصرنة العاصمة”, حيث يعنى هذا المخطط بتهيئة وتأهيل الواجهة البحرية وإنشاء منتزهات ترفيهية ذات طابع عصري, على طول الشريط الساحلي.
فبمنتزه المسمكة, تتواصل أشغال تهيئة هذا الفضاء, حيث تم تهديم الشطر الثاني من المستودعات التي كانت متواجدة بالميناء لمواصلة الأشغال بالمنتزه المذكور وجعله امتدادا لمنتزه ”كيتاني”, حسب ما علم لدى مصالح الولاية.
كما يشمل هذا المشروع إنشاء موقف للسيارات يستجيب للإقبال الكبير الذي يشهده الشطر الأول من المنتزه، والذي أصبح مقصدا للعائلات والزوار حتى ساعات متأخرة من الليل. وحسب مصالح الولاية, فقد تم الانتهاء من تحويل جزء من خط السكة الحديدية بمحطة قطار الجزائر على طول 1كلم، و ربطه بالجهة المقابلة له عند الميناء, قصد تمديد منتزه المسمكة نحو المحطة البحرية.