الفساد في المغرب يبلغ مستويات قياسية

يحذر اقتصاديون وحقوقيون في المغرب, من تبعات استمرار تفشي الفساد الذي بلغ “مستويات قياسية”, على اقتصاد المملكة, مؤكدين أن من أبشع الجرائم المرتكبة في حق الشعب المغربي, هي “فقدانه لسيادته الغذائية”.
وفي هذا الإطار, شدد الخبير الاقتصادي, ياسين اعليا في تصريحات صحفية, أن الفساد في المملكة بلغ “مستويات قياسية”, و أن له تأثيرات خطيرة جدا على الاقتصاد وعلى معيشة المغاربة.
وقال الخبير الاقتصادي, أن “الارتفاع الكبير لمستويات الفساد في المغرب انعكس بالفعل على العديد من مؤشرات الاقتصاد المغربي وعلى رأسها معدلات النمو المنخفضة التي يعرفها الاقتصاد الوطني خلال السنوات الأخيرة”, مشيرا إلى أن مجموعة من الدراسات أظهرت أن “ارتفاع مستوى الفساد يفقد الاقتصاد ما يعادل تقريبا نقطتين إلى ثلاث نقط من معدل النمو الاقتصادي”, وأن هذا “الوضع يمنع العديد من المستثمرين من اختيار المغرب كوجهة استثمارية محتملة”.
كما نبه إلى أن “الممارسات الفاسدة والمنتشرة بشكل كبير في الإدارة المغربية تؤثر على الأداء العام للمقاولات بالمغرب”, مبرزا أن مستويات تدفق الاستثمارات الخارجية “تظل غير كافية لتحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة وخلق فرص الشغل”.
كما أكد الخبير, أن فشل الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد في تحقيق أهدافها, إضافة إلى تراجع الحكومة المغربية عن التزامها بمكافحة “هي المعضلة الأساسية”.
من جهته, قال الكاتب والحقوقي المغربي, التيتي لحبيب في مقال له تحت عنوان: “الشعب الذي يفرط في سيادته الغذائية سيقتات من صندوق القمامة”, أنه “من أبشع الجرائم المرتكبة في حق الشعب المغربي هي فقدانه لسيادته الغذائية”
وأضاف أن فقدان السيادة الغذائية هي “ألا يتمكن الشعب المغربي من الحصول على المواد الأساسية في تغذية صحية سليمة, تضمن له غذاء متوازنا يلبي الحاجيات البيولوجية والنفسية والذوق السليم, للحصول على صحة جسدية ونفسية ممتازة”.
والحصول على هذه المواد الأساسية – يضيف – “يكون بالاعتماد على الإنتاج الوطني وفق الخصوصيات الطبيعية للبلاد والحفاظ على الفرشة المائية ومحاربة التصحر واحترام تام للبيئة”.
وتابع يقول: لتحقيق هذه السيادة الغذائية يلزم تحقيق شرط أساسي من دونه يصبح هذا الكلام فارغا أو بمثابة توزيع الوعود والخطاب الديماغوجي, حيث “يجب انتزاع استقلال بلادنا كاستقلال حقيقي من القبضة الامبريالية و الصهيونية”.
وفي الختام, أكد التيتي لحبيب, أن الشعب المغربي يعيش لحظة خطيرة من تاريخه, باتت معها الاختيارات المطبقة تفرض عليه العيش من صناديق القمامة في العالم, وأن موجة الغلاء الحالية والمتعلقة بالمواد الزراعية تكشف حقيقة النظام الحاكم بالبلاد والذي فرط في السيادة الغذائية عبر تفريطه في السيادة السياسية للمملكة.
ق/د