الفانـــــــــوس.. هجـــرة الأدمغة
تعاني الأوطان خاصة العربية من مشكلة ظلت لسنوات وما زالت لحد الساعة تؤرق أهل الاختصاص ألا وهي هجرة الأدمغة أو ما يطلق عليها اسم النخبة وصفوة المجتمع إلى الضفة الأخرى لتحسين الوضع وتحقيق ما يريدون من رغبات، هجرة استفحلت نتيجة غياب الأرضية الخصبة وحجر الأساس للاستثمار والبحث في التنمية البشرية مما جعل الوطن الأم يفتقر لخدمات طبية، علمية، استكشافية هو في أمس الحاجة إليها بل ويدفع مبالغا مالية رهيبة لأجل الظفر ولو بالقليل منها، نعم هي معادلة جد صعبة ولكنها في الأساس –للأسف الشديد- الحالة التي تعيشها أغلبية الأوطان. السؤال الذي يفرض نفسه هنا على بساط العمود الرمضاني هو: كيف نعيد بناء حاضرنا لنضمن مستقبل جيد لأولادنا بعيدا عن الهجرة؟ كيف نحقق تنمية بشرية تخلق لنا اكتفاء ذاتي من حيث الحاجات ورغبات المواطنين خاصة الصحية؟، لماذا لا نخوض تجربة الاستثمار في الموارد البشرية المتميزة؟ بإمكاننا تحقيق المستحيل وتحويل بلداننا إلى جنان خضراء صالحة للإبداع والإبتكار واحتضان كل ما هو جديد، بإمكاننا أيضا رفع سقف إنتاجنا العلمي والتكنولوجي بالقضاء على الأنانية والمحسوبية والإهمال وفتح المجال لتشجيع الاختراعات والدفع بالباحثين إلى الأمام وتوفير لهم كل الظروف المواتية التي تشعرهم بالتقدير والاحترام والتميز، فأوطاننا أجدر بكل هذا.
بقلم: دحاني امال