
كتــب/ م.ز
تتواصل فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية النعامة بولاية الشلف ، المنظمة من طرف مديرية الثقافة والفنون لولاية الشلف ، و محافظة المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لذات الولاية ، بالتنسيق مع ومديرية الثقافة والفنون لولاية النعامة ، تحت شعار ” ثقافتنا توحدنا والجزائر تجمعنا ” ، تندرج في إطار تعزيز التبادل الثقافي بين ولايات الوطن ، برعاية وزير الثقافة والفنون زهير بللو ، و تحت إشراف والي ولاية الشلف ، إبراهيم غميرد ، و والي ولاية النعامة ، لوناس بزقزة ، تجسيدا لرؤية وزارة الثقافة والفنون في تعزيز التواصل الثقافي وتثمين الإرث الحضاري الوطني .
تخلل برنامج هذه التظاهرة أنشطة ثقافية وفنية و أدبية و معارض متنوعة ، تمتد من 4 إلى غاية 8 أوت الجاري ، و أشرف مدير الثقافة والفنون لولاية الشلف ، محمود حسناوي ، رفقة مدير الثقافة والفنون لولاية النعامة ، محمد قمومية ، مساء الاثنين الماضي ، على الافتتاح الرسمي للتظاهرة ، بالمتحف العمومي الوطني عبد المجيد مزيان ، في أجواء احتفالية مميزة ، بحضور محافظة المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية الشلف ، مكاوي محمد أمين ، و محافظ المهرجان للولاية الضيفة ، قريم يوسف ، مديرة المتحف الوطني العمومي ، فايزة بن علال ، مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ، ليلى مرزوق ، مدير الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة بتنس ، مدير المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بالمصالحة ، مدير معهد التعليم المهني بالشلف ، إطارات قطاع الثقافة للولايتين ، ممثلو الجمعيات الثقافية ، شعراء وأدباء وفنانون ، عضو بالمجلس الشعبي الولائي ، دلالي عبد القادر ، الإعلامي والشاعر ، زناقي جمال ، شخصيات ثقافية وفنية بارزة بالولاية ، والأسرة الإعلامية ، حيث استمتع الحضور بالعروض المقدمة ، منها عروض فلكلورية وراقصة من تقديم الفرق النعامية التراثية ، و المعرض التقليدي الخاص بلوحات الفن التشكيلي ، معرض الصناعات التقليدية و الحرفية ، و المنتوجات المحلية والأكلات الشعبية والألبسة التراثية ، و معرض للصورة الفتوغرافية والآلات الفوتوغرافية ، مع عرض مجموعة من العناوين المحلية لأقلام النعامة ، ومعرض خاص بالمخطوطات والمواقع الأثرية ، وكذلك تنظيم أمسية شعرية وأدبية ، ومعرض خاص قصور ثرية بمشاركة شاعر من شعراء ولاية النعامة ، عروض موسيقية تراثية تمثل التراث لولاية النعامة ، ركن خاص للتعريف بالتراث الثقافي المادي واللامادي .
و حظيت العروض المقدمة بإعجاب الحضور، و أبدى الزوار تفاعلا كبيرا مع الأداء الفني والتراثي المقدم ، كما كانت فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين من كلا الولايتين.
و رحب محافظ المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية الشلف ، مكاوي محمد أمين ، في كلمته ، بالزوار الذين حلوا ضيوفا ولقوا استقبالا حارا ، لتحيل الكلمة إلى محافظ المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية النعامة ، قريم يوسف ، ثم كلمة لمدير الثقافة والفنون للولاية الضيفة ، محمد قمومية ، الذي أبرز أهمية هذا التبادل الثقافي ، الهادف للتعريف بالموروث الثقافي لولاية النعامة لساكنة الشلف والترويج ، خاصة وأن ولاية النعامة معروفة بالقصور والواحات ، التاريخ والنقوش الصخرية ، المقاومة وآثار الديناصورات ، العادات والتقاليد ، الكتاب والشعراء ، المحطات الثقافية والمسارات السياحية الواعدة ، و بدوره ، رحب مدير الثقافة والفنون لولاية الشلف ، حسناوي محمود ، في كلمته بالوفد الثقافي لولاية النعامة ، منوها بأهمية التبادل الثقافي في دعم التنوع والتلاحم الوطن، معلنا الانطلاق الرسمي لهذه التظاهرة .
واختتم اليوم الأول للتظاهرة الثقافية بتأكيد الحضور على أهمية هذه التظاهرات في التعريف بالموروث الثقافي وتعزيز التعاون الثقافي بين ولايات الوطن ، و شهد اليوم الموالي ، تنظيم أصبوحة أدبية شعرية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد المهدي بوسط المدينة ، بحضور مدير الثقافة و الفنون لولاية النعامة ، و شعراء و أدباء من ولاية الشلف ، حيث أمتع الشعراء المشاركون الحضور بقصائدهم المتنوعة بين الفصيح والشعبي ، المنظمة في أجواء راقية ومليئة بالإحساس، ولقيت تفاعلا كبيرا من طرف الحضور ، لتختتم بتكريم ضيوف الشرف بشهادات من طرف مديرة المكتبة .
و خلال الفترة المسائية ، شهدت ساحة التضامن بوسط المدينة ، سهرة فنية مخصصة للعائلات ، تنوع البرنامج بين الغناء العصري الذي أمتع الشباب وأضفى جوا من الحماس، والشعر الشعبي الذي عبر عن أصالة التراث وهموم الناس بلغة قريبة من القلب، ليأخذ الجمهور في رحلة إلى عمق الهوية.
وكان رقص العلاوي حاضرا بقوة، حيث اهتزت الساحة على إيقاع الطبول والحركات الجماعية المتناسقة، في لوحة فنية تعكس الروح الجزائرية الأصيلة ، و تفاعل الحضور من مختلف الأعمار مع فقرات السهرة، في أجواء من الفرح والتلاحم .
و كانت التظاهرة فرصة مناسبة لتعزيز الروابط بين الفاعلين الثقافيين، وتبادل التجارب والخبرات بين مثقفي الولايتين ، و كذلك سمحت للجمهور الشلفي بالتعرف عن قرب عن ما تزخر به ولاية النعامة من إرث ثقافي و فني و أدبي و إبداعي مميز ، معربا عن إعجابه بالتنظيم والمحتوى الثقافي، و يأمل استمرار هذه المبادرات التي تسهم في تثمين التراث الوطني وتعزيز روح الانتماء.