الرئيس تبون يعلن الحرب على التهريب ويمنع تصدير المواد الغذائية الأساسية

استنفر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الجهاز التنفيذي وأجهزة الدولة لمحاربة حيل التهريب، حفاظا على القدرات الاقتصادية للبلاد، خاصة في ظل التقلبات العالمية غير المسبوقة، مؤكدا على الحرص واليقظة للتنفيذ الصارم لإجراءات منع تصدير المواد الغذائية الأساسية، مع الشروع الفوري في منع استيراد ما يُصنّع وطنيا، من المولدات والمحولات والكوابل، واستغلال المنتوج الوطني في جميع المشاريع والصفقات بما فيها الخاضعة للشراكة مع الأجانب.

تعليمات صارمة باليقظة والتنفيذ الصارم للإجراءات في ظل التقلبات العالمية

رئيس الجمهورية، خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء، أسدى مجموعة من الأوامر والتوجيهات لدى استماعه لكل عرض من العروض القطاعية المدرجة في أجندة المجلس، من بينها العرض الذي قدّمه وسيط الجمهورية، في تقريره الدوري، حول تطور وضع المشاريع الاستثمارية العالقة، خلال الأسبوعين الأخيرين، والذي تضمن رفع القيود عن 813 مشروع استثماري، من بين 915 مشروع مُحصى، أي بزيادة 39 مشروعا، مقارنة بالوضعية السابقة، ما يعني بقاء 11 بالمائة فقط، من المشاريع العالقة، قيد المعالجة، مع دخول 554 مشروع استثماري، حيز الاستغلال، بزيادة 57 مشروعا إضافيا جديدا، منذ مجلس الوزراء الأخير، الذي وصل فيه العدد إلى 497 مشروع.

رفع القيود عن 813 مشروع استثماري لتوفير 50 ألف منصب شغل قريبا

هذه الوضعية الجديدة لرفع القيود عن المشاريع الاستثمارية، سمحت باستحداث 2169 منصب شغل جديد، ما يرفع إجمالي المناصب المستحدثة، إلى 32302، على أن تبلغ 50071 منصب، بدخول كل المشاريع، التي رُفعت عنها القيود، حيز الاستغلال.

وفي ملف تحديد القواعد المطبقة، على المناطق الحرة، أكد رئيس الجمهورية بعد سماعه للعرض على ضرورة أن يتضمن مشروع القانون قطيعة تامة ونهائية، مع كل التناقضات والممارسات التي عرفتها الجزائر، في العهد السابق، للمرور بنجاح إلى مرحلة اقتصادية وتنموية جديدة جذريا، مع توفير كل الشروط التنظيمية والمؤطِّرة لمختلف النشاطات، باعتبار أن هذا المجال يُعد عهدا جديدا في التعاملات، ولاسيما مع المحيط الإفريقي وأسواقه.

كما أكد الرئيس على ضرورة إيلاء أهمية قصوى لمحاربة حيل التهريب، حفاظا على قدراتنا الاقتصادية، خاصة في ظل التقلبات العالمية، غير المسبوقة والتأكيد والحرص واليقظة، على التنفيذ الصارم لإجراءات منع تصدير المواد الغذائية الأساسية.

وبخصوص التشخيص المتعلق بالمياه الصالحة للشرب، لعواصم البلاد وتحديدا ولايات الجزائر ووهران وقسنطينة، تبين من خلال العرض أنه لا أمن مائيا في الجزائر، إلا عبر تقنية تحلية مياه البحر، استعجل الرئيس تسريع عملية إدخال المحطات الخمس للتحلية، قيد الاستغلال، مع وقف كل عمليات حفر الآبار، لاستعمال المياه الجوفية، في تموين شبكات التزويد، حفاظا على المخزون الاستراتيجي للمنسوب الحالي، وعدم تعريض الغطاء النباتي لأخطار بيئية والتشديد على التسيير الأمثل لمياه السدود، بشكل يحافظ على التوازن في التوزيع بين الولايات.

وبخصوص العرض حول النهوض باستراتيجية الصناعات الكهربائية، أمر الرئيس الحكومة بإدراج ما ينص على ضرورة استعمال المنتوج الوطني، ضمن كل مشاريع الصفقات، وخصوصا مع الأجانب، مؤكدا على وزير الطاقة ضرورة معاينة، وجرد كل واردات الشركة الوطنية للكهرباء والغاز، وذلك بالشروع الفوري في منع استيراد ما يُصنّع وطنيا، من المولدات والمحولات والكوابل، وغيرها من التجهيزات، ذات الجودة المطلوبة، تشجيعا للمستثمر الجزائري.

وأمر الرئيس وزراء قطاعات الصناعة والتجارة والتعليم العالي، بالتنسيق مع الوزير الأول لاستحداث مخابر تقييس ومراقبة، للأجهزة الكهرومنزلية المستوردة، التي تتسبب في كثير من الحوادث المنزلية الخطيرة، والمستهلكة للطاقة بإفراط ـمؤكدا على تشجيع مبادرة جمع كل المتعاملين الاقتصاديين الناشطين، في مجال الصناعات الكهربائية، والدعوة إلى تنظيم معرض خاص، بهذه الصناعات، للتعريف بها واستعراض فرص خلق شراكات بينية، لتطوير نشاطاتها.

وبعد موافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون متعلق بتسيير المساحات الخضراء وتنميتها، أعطى رئيس الجمهورية لوزير السكن والعمران تعليمات حول العرض المتعلق بالمدينة الجديدة لبوغزول، أكد فيه أنّ التهيئة التحتية المنجزة بمدينة بوغزول تعد أفضلية تقنية، تستدعي تعميق الدراسة والتفكير في نظرة مستقبلية متأنية، ولكن واعدة ومُجدية، لاستغلال أمثل للمدينة، قبل الشروع في تعميرها بمشاريع استثمارية.

هشام.م