الرئيس الصومالي يحل بالجزائر في زيارة رسمية
فتح آفاق جديدة من التعاون الاستراتيجي بين الجزائر والصومال

حل رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، السيد حسن شيخ محمود، اليوم الاثنين، بالجزائر في زيارة رسمية.
وتعتبر هذه الزيارة خطوة دبلوماسية هامة قد تُعيد تشكيل العلاقات الجزائرية الصومالية، تستهدف تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في العديد من المجالات الحيوية.
وتأتي هذه الزيارة في وقت حاسم يشهد فيه العالم تحولات سياسية واقتصادية كبيرة، وهو ما يضاعف أهمية الزيارة في فتح آفاق جديدة من التعاون الاستراتيجي بين الجزائر والصومال، خاصة في مجالات الأمن والتنمية.
الجزائر والصومال تربطهما علاقات تاريخية تعود إلى فترات الاستقلال الأول، حيث كانت الجزائر من أوائل الدول التي دعمت نضال الصومال ضد الاستعمار. ولكن على الرغم من هذه الروابط العميقة، فقد شهدت العلاقات بين البلدين تقلبات وتحديات بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في كلا البلدين. مع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن كلا من الجزائر والصومال عازمان على إعادة تنشيط هذه العلاقات، وهو ما ينعكس بوضوح من خلال الزيارة الرسمية المرتقبة التي تعد بمثابة نقطة انطلاق جديدة نحو تعزيز الروابط بين البلدين.
ومن المرتقب أن تركز المباحثات بين الضيف الصومالي والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على عدة محاور أساسية، على رأسها التعاون الأمني. فالصومال يواجه تحديات أمنية هائلة بسبب نشاط حركة الشباب، المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تشكّل تهديدًا دائمًا لاستقرار البلاد. في هذا السياق، تتقدم الجزائر كلاعب أساسي في مكافحة الإرهاب في المنطقة، من خلال تجربة طويلة في محاربة الجماعات المتطرفة.
من هنا، يعتبر التعاون الأمني بين الجزائر والصومال نقطة محورية. الجزائر، التي تمتلك خبرات واسعة في مجال مكافحة الإرهاب، تستطيع أن تقدم للصومال الدعم الاستراتيجي في هذا المجال، سواء من خلال تدريب قوات الأمن الصومالية أو من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية التي تساهم في تعزيز الأمن الداخلي في الصومال. هذا التعاون يمكن أن يكون له تأثير مباشر على استقرار البلاد، مما يعزز دور الجزائر في مكافحة التهديدات الأمنية العابرة للحدود.
أما على الصعيد الاقتصادي، فالتوقعات تشير إلى أن المباحثات ستتناول كيفية تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وزيادة حجم الاستثمارات في القطاعات الحيوية مثل النفط والغاز. الجزائر تمتلك موارد طبيعية هائلة في مجالات الطاقة، وقد تكون هذه فرصة كبيرة للصومال للاستفادة من هذه الموارد لتحسين بنيته التحتية وتطوير قطاعه الاقتصادي. وفي المقابل، الصومال يمتلك ثروات بحرية وزراعية هائلة يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة للجزائر في مجالات التجارة والاستثمار.
ق/ح




