الذكرى 76 للنكبة الفلسطينية: العالم يشهد على توقيع الاحتلال لــ”شهادة وفاته” وعودته إلى العدم كما بدأ من العدم
تحل الذكرى ال76 للنكبة الفلسطينية, في وقت لم يعد من الممكن للعالم أن يبقي صامتا على الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وهو مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحرك العاجل لرفعه حتى يهنأ الفلسطينيون بالحرية على أرضهم, وذلك بعد أن وقع الكيان الصهيوني المحتل على “شهادة وفاته” التي ستعيده إلى العدم كما بدأ من العدم على خلفية عدوانه الغاشم على غزة, وما انجر عنه من غضب شعبي عبر العالم, ارتفعت في ظله الأصوات المطالبة بإنهاء الاحتلال والرافضة السكوت قبل تحقيق ذلك.
ويتزامن إحياء ذكرى النكبة هذه السنة, مع حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني, والتي تنضاف إلى مجازره وجرائم عصاباته الصهيونية, المتواصلة منذ 1948, وتفرض في نفس الوقت على كل الأحرار والشرفاء في العالم شعوبا وحكومات محبة للسلام والعدالة والحرية, ضرورة تحمل مسؤوليتها في وقف هذه الاحتلال وتأمين عودة اللاجئين الفلسطينيين المهجرين منذ عقود إلى ديارهم وأرضهم.
وفي هذا الإطار, أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية, حسام أبو الرب, في تصريح ل/وأج, أن “الذكرى السادسة والسبعون للنكبة, تحل هذه السنة والشعب الفلسطيني لا يزال يعاني ويقاوم ويدافع عن أرضه ووطنه وشرفه ومقدساته, فهو يدفع ثمن هذا الاحتلال البغيض الذي حاول أن يمحو من ذاكرته حقه في الحرية والاستقلال وحقه بأرضه وبمقدساته”.
وقال أنه “رغم تمادي الاحتلال الصهيوني في إجراءاته الإجرامية من قتل وتشريد واعتقال ونفي إلى خارج حدود الوطن, سيبقى الشعب الفلسطيني مقاوما وواقفا بالمرصاد للمحتل ومدافعا عن وطنه ومكافحا من أجل حريته”, معربا عن أسفه لكون جرائم الاحتلال تجري تحت نظر العالم الذي لا يحرك ساكنا.
وبخصوص حق العودة, قال ذات المسؤول, أنه “حق مقدس للشعب الفلسطيني, آمنت به الاجيال السابقة وما زلنا مؤمنون نحن كفلسطينيون من أجيال الذين عاشوا النكبة, بأن يعود أبناء شعبنا المهجرين خارج الوطن إلى مدنهم وقراهم”, مشددا على أن “سنوات الاحتلال والابعاد لا تلغي حق العودة للشعب الفلسطيني, الذي هجر من أرضه ووطنه, لأنه حق مشروع كفلته كل القوانين والقرارات الدولية ولا سما قرارات الأمم المتحدة”.
وثمن المسؤول الفلسطيني عاليا, المساندة الكبيرة التي تحضى بها القضية الفلسطينية في المحافل الدولية, معربا بالمقابل عن أسفه لعرقلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن, اصدار قرار بوقف القتل.
وطالب وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية, المجتمع الدولي ب”الكيل بمكيال واحد لا بمكيالين, لأن الشعب الفلسطيني المشرد والمعذب, من حقه أن يعيش بكرامة وعلى العالم أن يرفع الصوت عاليا لمساندته ووقف العدوان بحقه”.
من جهتها قالت السيدة رتيبة النتشة, عضو هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس المحتلة, بأن الشعب الفلسطيني ومنذ 76 عاما, “يعيش نكبة مستمرة تعرض في ظلها لمحاولات مستمرة للتهجير القسري الجماعي والتطهير العرقي وطمس ثقافته وتاريخه الذي استمر على هذه الأرض لأكثر من 5000 سنة, إلى جانب تعرضه لمحاولات انهاء قضيته ولحق العودة لللاجئين, نتيجة ظلم وتآمر المنظومة الدولية عليه”.
ولفتت إلى أن ما يشهده العالم اليوم من عدوان صهيوني وحشي في قطاع غزة وفي الضفة الغربية, يعتبر الأفظع في تاريخ فلسطيني منذ 1948, من حيث عدد الشهداء و حجم الدمار في الممتلكات ومن حيث المآسي الانسانية, مشيرة إلى أن ذلك يترافق وجرائم الاقتحامات والتدمير للمخيمات الفلسطينية بشكل يومي في الضفة الغربية والتوسع الاستيطاني في الاغوار والقدس على حساب التجمعات الفلسطينية ومحاولة طرد الفلسطينيين من أكبر مساحة ممكنة من أراض دولة فلسطين.
وأضافت في السياق قائلة: “نحن نشهد اليوم أكبر مذبحة في التاريخ الجديد في العالم ومنذ إرساء القوانين والمعاهدات الدولية بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية, ونرى التحيز التام لهذه المنظومة الدولية على أساس التفوق للقوى الاستعمارية ومعاييرها ومصالحها على حساب حق الشعوب ومقدراتها الطبيعية”, معتبرة العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني, “نتيجة لترسيخ النظام الاستعماري الامبريالي والظلم التاريخي للشعوب”.
كما شددت على أن “تحرر العالم من هذا الاستعمار التاريخي لا يمكن أن يتحقق دون حل القضية الفلسطينية, ودون إعطاء الشعب الفلسطيني حقه التاريخي في تقرير المصير والعودة إلى أراضيه التي هجر منها”.