الدكتور بويجرة: “الأمير عبد القادر.. خذله المغرب واستطاع أن يُربك فرنسا لمدة فاقت 17 عاما”
ذكرى مبايعة مؤسسة الدولة الجزائرية الحديثة

بلعظم خ
احتضن أمس متحف المجاهد بولاية وهران، ملتقى وطني حول مبايعة الأمير عبد القادر 1832 1847، وفي الشأن ذكر مدير المتحف مختار صديقي أنه قد تم تنظيمه برعاية من والي الولاية وتحت إشراف منه، وبتنظيم من وحدة البحث للعلوم والاتصال بالكراسك، بالتنسيق مع المتحف ومديرية المجاهدين، إلى جانب المنتدى الوطني للعصرنة والتطور، حيث تناول الملتقى البعد الإنساني لشخصية الأمير، قائلا أنها شخصية فريدة من نوعها حاربت الاستعمار بكل الوسائل والسبل، فيما تناول دكاترة من مختلف الولايات مواضيع مختلفة من شخصية الأمير من حيث المقاومة الشعبية، التصوف والمعرفة إضافة الى جانب القيم الإنسانية التي كان يتحلى بها، وفي السياق تحدث الدكتور مصطفى بربارة من كلية الاداب بجامعة وهران 1، عن مداخلته التي كانت حول تجربته الصوفية وكيف عاش رحلته في البحث عن شيخ مُسلّك له من سوريا فدمشق ثم بغداد ختاما بمكة المكرمة، فنظم قصيدة حاول أن يعرض فيها تجربته الصوفية بلغة مكثفة.
من جهته تحدث مسكين جبار كريم الأمين العام لولاية وهران للمنتدى الوطني للعصرنة والتطور، عن أهمية مثل هذه الملتقيات في الحفاظ على الذاكرة من خلال رمز لا مثيل له من رموز الدولة والمتمثل في الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
وفي لقاء مطول عبر ميكروفون “الديوان” تحدث الدكتور محمد بشير بويجرة من جامعة وهران كلية الأداب، عن تفاصيل هامة تتعلق بشخصية الأمير عبد القادر، قائلا أن البطل الجزائري العظيم الذي أسس للدولة الجزائرية الحديثة التي نفاخر بها وكان عمره لا يتجاوز 23 عاما، ما يدعو إلى أن نفاخر ونفتخر به فهو قدوة للشباب الجزائري، داعيا إلى قراءة كتاب شباب الأمير عبد القادر لقدور مخمصاجي، والذي يتحدث عنه وهو شاب من عمر الطفولة الى مبايعته بالامارة، حيث كانت تتجسد فيه مظاهر العبقرية منذ البداية، فكان يتميز بالشجاعة والصمت إيجابا لأنه كان دائم التفكير والتحليل وكان يحسن الفروسية ويقدر الأمور حق تقديرها، إلى جانب كونه محبا للخير ولا يتأخر عنه، وتلك – يقول الدكتور بويجرة – هي الخاصيات التي جعلته يؤسس للدولة الجزائرية الحديثة، فأنشأ أول تأسيس للدولة المتمثل في “المبايعة” في مرجعيتها الحديثة، تجاوبا مع الحداثة، وهي الانتخاب في دورين، الأول تحت شجرة الدردارة ثم الثاني من المسجد ما يعني أنه أسس الدولة بالنظام وبالدستور، ليؤسس بعدها جيشا قويا جدا من شباب البوادي والارياف وأحسنهم من كان يحفظ القرأن ومن يجيد الفروسية واستعمال السيف، فوضع قانون “وشاح الكتائب” وهو دستور الجيش الجزائري، ثم أسس دولة الزمالة المتحركة تجنبا للوقوع في يد العدو، ليحارب به جنرالات نابوليون بونبارت الذي كان وقتها قد غزى العالم، فقاوم 17 سنة ونصف وخذل من المغرب ومن أطراف أخرى حاصرته في منطقة الغرب الجزائري.
الدكتور بويجرة تحدث أيضا عن تأسيس الأمير عبد القادر لوزارة الثقافة المتمثلة في الشعر فكان شعره من أجل الاتصال لتبليغ معنى أو فكرة، ففي كل شعر نظمه معاني دالة، ردا على من وصفوه بالريفي المتخلف، فالشعر عند الأمير عبد القادر لم يكن كلاسيكيا بل فعالا ماديا مساهما في المقاومة، ومنه فإن – يضيف – الأمير عبد القادر استطاع ان يكوّن دولة حديثة بكل المقاييس، فبنى دولة مادية وبالمقابل دولة معنوية ليتحول من شخصانيته الى قوة معنوية تُمثل كل الجزائر وذلك ما أربك المستعمر لمدة فاقت 17 عاما وذلك الخوف ما جعل فرنسا تنقض العهد معه عام 1847.




