الدكتور بهلولي ابو الفضل محمد لـ “الديوان”: الجزائر قدمت تصورا استراتيجيا لمكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية خلال القمة 16 الاستثنائية

تشهد إفريقيا ولا سيما منظفة الساحل في ظل الظروف الراهنة مخاطر وتهديدات إرهابية متسارعة ومتصاعدة بالإضافة إلى الانتشار الواسع للجماعات الإرهابية  التي أصبحت تستهدف القوات المسلحة بالإضافة إلى المدنيين من خطف الطائرات وهناك تصاعد كبير في الهجوم على المدنيين وهذا ما يشكل تهديد للقارة الإفريقية والأمن القومي و الأفعال الإرهابية هي نتيجة للتطرف وهنا من واجب الدول ، وفي هذا السياق يقول استاذ القانون العام والعلاقات الدولية   بجامعة معسكر الدكتور بهلولي ابوالفضل محمد أنه و في إطار القانون الدولي من الضروري اتخاذ التدابير لحماية الأفراد من الأفعال الإرهابية.

 ويعود أسباب الانتشار الواسع للإرهاب في إفريقيا وفق الدكتور بهلولي ابوالفضل محمد  الى مجموعة عوامل وأسباب مختلفة ومركبة على غرار دفع الفدية ، حيث يضيف استاذ القانون العام والعلاقات الدولية في حديثه ل “الديوان”  ان الدراسات العلمية والأبحاث الميدانية اشارت  أن 90بالمائة من المصادر المالية للجماعات الإرهابية بسبب الفدية بالإضافة إلى المصادر المالية الغير مشروعة لا سيما بعد اتحاد الجماعات الإرهابية و الجريمة المنظمة من تجار المخدرات و الاتجار بالبشر،  ويعود كذلك الامتداد الإرهابي إلى عودة المهاجرين المقاتلين الأجانب ، وسبق لمجلس الأمن الدولي أن أشار إلى هذه الظاهرة في قرار رقم 2178أو ما يعرف بالمرتزقة كما خصص اجتماع لوزراء الداخلية العرب ف ي الجزائر لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة الجديدة سنة 2018 كما أن التهجير هو الأخر احد أهم أسباب الإرهاب وهي جريمة دولية وأشار إليها القانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على  انه إبعاد قصري وجبري للسكان من منظفة جغرافية وتعد جريمة ضد الإنسانية ومخالفة للقانون الدولي وتحدد مسؤولية دولية وهذا ما أشارت إليه محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري سنة 1949 .

في ذات السياق يضيف الدكتور بهلولي ابوالفضل محمد في حديثه ل “الديوان” ان التغيير غير الدستوري هو تراجع للديمقراطية و احد أسباب الإرهاب وتهديد للسلم و الأمن ، وأمام تراجع المجتمع الدولي  على الاهتمام بظاهرة الإرهاب ، قدمت الجزائر تصورا استراتيجيا لمكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية خلال القمة 16 الاستثنائية هذا التصور مبني على أساس حسن النية في العلاقات الدولية و في اطار القانون الدولي من خلال تصور يعتمد على تضامن المجموعة الإفريقية و التعاون و الشراكة في ظل احترام سيادة الدول،  وهذا التصور نابع من خبرة الجزائر في مكافحة الإرهاب فالجزائر تضع تجربتها إلى المجموعة الإفريقية .

كما ان حق الشعوب في تقرير مصيرها يؤطرها القانون الدولي لا سيما ميثاق الأمم المتحدة وقرارات  الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر سنة 1960 تحت رقم 1451 وكذا الإعلان عن مبادئ القانون الدولي المتعلق إعلان مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقا لميثاق الأمم المتحدة، بالصيغة التي وافقت عليها الجمعية العامة بموجب قرارها 2625 لعام 1960، أعلنت الجمعية العامة رسميا مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول، بما في ذلك مبدأ تساوي الشعوب في حقوقها وحقها في تقرير مصيرها بنفسها.

 وهناك  17 إقليم مبرمج لدى الأمم المتحدة ضمن لجنة المسائل السياسية الخاصة بإنهاء الاستعمار اللجنة الرابعة وحق الاستقلال غير قابل للتصرف وهو ما ينطبق على ملف دولة الصحراء الغربية المبرمج في اللجنة الرابعة للأمم المتحدة لتصفية الاستعمار ، والقانون الدولي يسمح باستخدام القوة من اجل تقرير المصير أما الإرهاب فهو اعتداء على الأرواح و الممتلكات و استعمال العنف ونشر الخوف فالإرهاب يستخدم العنف لوصول الى أهداف سياسية ، والمجتمع الدولي جرم الإرهاب ،

وعن التقرير الجزائري في القمة 16 الاستثنائية بمالابو ، يقول الدكتور بهلولي ابوالفضل محمد ل “الديوان” التقرير جاء ليحث المجموعة الإفريقية عل معالجة أزمة الإرهاب من الجذور ، وهنا يجب الإشارة وفق استاذ القانون العام والعلاقات الدولية   بجامعة معسكر إلى نقطة هامة تخص القضاء على مسببات الإرهاب سواء الإقتصادية ،الإجتماعية والسياسية ، وان لا تكون المعالجة سطحية لظاهرة الإرهاب،  وأضاف المتحدث أن التصور الجزائري تضمن مكونات جديدة أساسية وإستراتيجية على غرار تفعيل مذكرة التوقيف الإفريقية والصندوق الاتحاد الإفريقي بالإضافة إلى وضع قائمة افريقية للإرهابيين والكيانات الإرهابية في أفريقيا ، والى جانب ذلك ضرورة تفعيل الآليات الإفريقية لمكافحة الإرهابية في إفريقيا على غرار الدفع بمركز البحث الأفريقي للدراسات و الأمن حول مكافحة الإرهاب ، و آلية تعاون في مجال الشرطة ولجنة الأمن و الاستخبارات  ، وأضاف الدكتور ابو الفضل بهلولي أن  التصور الجزائري يدعو المجموعة الإفريقية لوضع الثقة في مجهوداتها وعلى المجتمع الدولي عدم تهميش إفريقيا.

 التحرير