
سيسمح تدشين الخط الجوي بين الجزائر العاصمة ونجامينا (تشاد) غدا الثلاثاء, بفتح آفاق جديدة للتبادلات الاقتصادية بين الجزائر والدول الافريقية مع تكثيف حركة نقل المسافرين, بما يدعم حضور شركة الخطوط الجوية الجزائرية على شبكة النقل الجوي القارية و يعزز روابط الجزائر بعمقها الافريقي.
ويأتي اطلاق هذا الخط الجديد تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون , الذي أمر خلال فعاليات معرض التجارة البينية الأفريقية بالجزائر مطلع سبتمبر الفارط, بفتح خط جوي مباشر نحو العاصمة التشادية ووضعه ضمن أولويات الخطوط الجوية الجزائرية, بهدف تعزيز الروابط بين شعبي البلدين.
ومن شأن هذا الخط الذي سيربط و للمرة الأولى الجزائر العاصمة بنجامينا مرورا بدوالا (الكاميرون) تحسين شبكة الربط الجوي بين الجزائر ومختلف بلدان القارة الإفريقية, مع تدعيم علاقات التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري والثقافي مع جمهورية التشاد, إضافة الى تسهيل تنقلات المسافرين من وإلى عاصمتي البلدين.
وتستفيد الخطوط الجوية الجزائرية في اطار هذا الخط من “حق الحرية الخامسة في النقل الجوي” والذي يقوم بموجبه الناقل الوطني بتنظيم رحلات منتظمة بين الجزائر العاصمة ونجامينا مرورا بدوالا, مع إمكانية زبائن الشركة اقتناء تذاكر للسفر بين المدينة الكاميرونية والعاصمة التشادية ذهابا وإيابا.
ويعد هذا الخط بمثابة خطوة جديدة ضمن استراتيجية الشركة الوطنية الرامية إلى توسيع شبكتها الإفريقية والتي تراهن بذلك على “ترسيخ دور الجزائر كقطب إقليمي في مجال النقل الجوي استجابة لتطلعات زبائنها“.
كما سيشكل أيضا اضافة للناقل الوطني الذي يتطلع الى “ريادة النقل الجوي في افريقيا”, وفقا لتصريحات سابقة للرئيس المدير العام حمزة بن حمودة, وهذا مع توسيع شبكتها الإفريقية تماشيا مع الرؤية الاستراتيجية للسلطات العمومية الرامية الى تعزيز الربط الجوي بين الجزائر ودول القارة, في اطار سياسة تجارية تضمن جودة الخدمات بأفضل الاسعار.
وقد سمحت هذه المقاربة للشركة بتحقيق نمو قدره 34 بالمائة في حركة نقل المسافرين بين 2019 و2024, وسط حركية تواصلت خلال السنة الجارية حيث سجلت الجوية الجزائرية خلال السداسي الأول 9ر3 مليون مسافر, بارتفاع قدره 3ر8 بالمائة في نشاطها مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية, وفق حصيلة حديثة تم الاعلان عنها مؤخرا.
في هذا الصدد, نقلت الشركة أزيد من 3ر1 مليون مسافر على الشبكة الداخلية بين يناير و جوان مقابل 2ر1 مليون مسافر خلال نفس الفترة من 2024, (+33ر8 بالمائة) فيما بلغ عدد الرحلات المنجزة على الشبكة الداخلية حوالي 40 ألف رحلة, بزيادة قدرها 5ر2 بالمائة. ويرتكز الناقل الوطني في استراتيجيته التجارية على الموقع الجغرافي الاستراتيجي والمساحة الشاسعة للجزائر, فضلا عن حدودها البرية مع سبع دول, إضافة إلى كونها بوابة نحو أورو با وهي كلها نقاط قوة تعزز العمق الافريقي للجزائر التي تشكل منفذا للأسواق القارية.
وكان رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, قد أكد في العديد من المناسبات على أهمية التوجه نحو القارة الافريقية والعمل على ايجاد السبل الكفيلة للاستفادة القصوى من امكانياتها ومواردها المتاحة للرفع من حجم المبادلات التجارية البينية إلى مستوى تطلعات شعوب القارة. وهو ما تعمل عليه الشركة التي تسعى في السنوات الأخيرة لتوسيع شبكتها من خلال فتح خطوط جديدة بين الجزائر وعدد من العواصم الافريقية, والتي كان آخرها في شهر أبريل الماضي عبر خط الجزائر العاصمة-أبوجا (نيجيريا).
وضمن استراتيجيتها اطلقت الشركة مخططا لاقتناء طائرات جديدة لتدعيم أسطولها, خصوصا عقب التوقيع, شهر مايو 2023 على عقدين مع شركات تصنيع الطائرات في إطار برنامج يرمي إلى تعزيز اسطول الشركة وشبكتها الدولية.
وتراهن الجزائر على رفع حجم مبادلاتها التجارية البينية, لا سيما بعد الطبعة الرابعة للمعرض الافريقي الذي عرف مشاركة “قياسية” للدول والمؤسسات العارضة, مكنت الجزائر من الظفر بأكثر من ربع الاتفاقيات المبرمة تجاوزت قيمتها 4ر11 مليار دولار من أصل أكثر من 3ر48 مليار دولار.
ق/ح