الخضر ينصبون أنفسهم ملوكا للعرب في بلد الأمراء…

 براهيمي يفوز بجائزة أفضل لاعب في الدورة وبلايلي كثاني أحسن لاعب

مبولحي يفوز بجائزة أحسن حارس في مونديال العرب

بعد 120 دقيقة “مجنونة” أحبست قلوب ونفوس الجزائريين ينجح محاربي الصحراء في التتويج بمونديال العرب أمام الأشقاء التونسيين، في لقاء كان من أصعب المباريات ضيع فيه رفقاء “المحارب” بن دبكة العديد من الفرص للفوز في التسعين دقيقة، لكن في الشوطين الإضافيين، سعيود يسجل هدف لا يسجله إلا الكبار وبعده براهيمي ويمنحان الخضر أوّل كأس العرب في تاريخهم، تتويج أكثر من مستحق بالنظر لما قدموه في هذا النهائي وطيلة هذه الدورة….

ميريزاق استعاد مكانته الأساسية بدلا من دراوي

لم يقم الناخب الوطني، مجيد بوقرة بتغيرات كثيرة على مستوى التشكيلة الأساسية التي دخل بها النهائي، ضد المنتخب التونسي، حيث قام بتغيير وحيد مقارنة بلقاء النصف نهائي ضد المنتخب القطري، وهذا من خلال إقحام لاعب شباب بلوزداد، الشباب ميريزاق أساسيا في وسط الميدان مكان زميله في نفس الفريق، زكرياء دراوي، أما في بقية التعداد، فقد اعتمد “بوقي” على نفس اللاعبين، لاسيما بونجاح الذي خرج مصابا في دور نصف النهائي. نشير أنه من جانب المنتخب التونسي الغائب الكبير في هذا اللقاء كان المدافع مرياح، الذي أصيب ضد مصر في الأربطة المعاكسة.

أجواء خيالية قبيل انطلاق النهائي وحضور شخصيات مرموقة

في أجواء رائعة لا توصف انطلق نهائي مونديال العرب بملعب “البيت” بالدوحة بين الإخوة الأشقاء الجزائريين والتونسيين بحضور وجوه عالمية كبيرة مثل بطل العالم، مارسال دوسايي، بيرلو، كافو، دفيد بيكام، علي الحبسي، أرسان فينقر وبحضور أيضا مستضيف الدورة أمير قطر ورئيس الفيفا أنفانتينو.

العارضة تنوب عن مبولحي في الدقيقة الـ14

أوّل محاولة للخضر في المباراة كانت في الدقيقة الثانية وقذفة براهيمي بعد ركنية نفذها بلايلي، لكن حارس تونس كان بالمرصاد ومن دون عناء، وكان هناك استحواذ على الكرة بالنسبة لرفقاء براهيمي، لكن مع مرور الوقت خرج المنتخب التونسي من قوقعته وتأتي الدقيقة الـ14 وأوّل محاولة خطيرة في المباراة للمنتخب التونسي، ومخالفة نفذها نعيم السليتي، بلال العيفة في القائم الثاني يصعد فوق الجميل وبراسية كرته ترتطم في العارضة الأفقية للحارس رايس مبولحي.

في الدقيقة الـ18، هجوم خاطف للمنتخب التونسي، لكن بن عيادة يتدخل في آخر لحظة أمام المهاجم التونسي ويخرج الكرة للركنية ومباشرة بعدها، نعيم السليتي يقذف ومبولحي يتألق ويخرج الكرة من جديد للركنية.

مزياني يضيّع ما لا يضيّع في الدقيقة العشرين

وبعد ضغط رهيب للمنتخب التونسي، تأتي الدقيقة العشرين وأخطر فرصة للخضر بعد هجوم خاطف، بونجاح يتوغل من الجهة اليمنى ويمنح تمريرة من ذهب إلى مزياني الطيب الذي ضيّع ما لا يضيع أمام شباك تقريبا فارغة…

بلايلي كاد يفعلها في الدقيقة الثلاثين بركنية مباشرة لولا تدخل الحارس معز حسن وأخرج الكرة من جديد لضربة ركنية. نفس اللاعب دقيقتين بعدها يفعل كل شيء ويتوغل في منطقة العمليات ويمنح “هدية” لبراهيمي، الذي عوض أن يقذف بداخل منطقة العمليات أراد أن يراوغ وبهذا يفوت ثاني أخطر فرصة للخضر منذ بداية المباراة.

مع نهاية المرحلة الأولى كانت هناك نديّة كبيرة بين اللاعبين وكادت أن تتجاوز الحدود،  ولكن في آخر المطاف عادت المياه لمجاريها بتدخل الحكم الألماني ومنحه بعض البطاقات الصفراء وبهذا انتهت المرحلة الأولى بالتعادل السلبي بين المنتخبين، أين كان الخضر بإمكانهم أن ينهوه لصالحهم لو كانت الفعالية من جانب مزياني في الدقيقة العشرين وبراهيمي في الدقيقة الـ32.

في الشوط الثاني، البداية كانت جزائرية، لكن قذفة بن عيادة تمر بعيدا فوق المرمى، بعد دربكة في منطقة العمليات.

في الدقيقة الثالثة والخمسون محاولة خطيرة للخضر، بلايلي يتوغل ويفتح والمدافع بن حميدة يصد الكرة بيده، ما دفع الحكم للعودة”للفار”، لكن الغريب في الأمر أنه لم يعلن عن ضربة جزاء كانت تبدو أكثر من شرعية.

ومع مرور الدقائق أصبح اللعب متكافئ بين المنتخبين، رغم بعض المحاولات من الخضر، لكن التعب والإرهاق بدأ يأخذ من رفقاء بلايلي وأصبحت المهمة صعبة ومعقدة مع مرور الدقائق بالنسبة لكتيبة مجيد بوقرة، خاصة وأن الحلول غير متوفرة في بنك الاحتياط.

في الدقيقة الأخيرة من المباراة، الهداف الجزيري سيف الدين أوقف قلوب الجزائريين عندما وجد نفسه تقريبا وجه لوجه مع الحارس مبولحي رغم عودة ميريزاق، لكن لحسن حظ الجزائريين كرته كانت خارج المرمى.

ومرة أخرى الخضر يجدون أنفسهم مجبرون على المرور عبر الشوطين الإضافيين، وفي الدقيقة الأولى كاد التونسيين أن يفعلوها مستغلين كرة ضائعة من البديل دراوي، سليتي وجد نفسه وجه لوجه، ولحسن الحظ، شتي يتدخل وينقذ الخضر من هدف تقريبا محقق.

سعيود ينصب نفسه “أميرا” في قلعة الأمراء وبراهيمي يطلق رصاصة الرحمة

ورغم التعب والإرهاق إلا أن الخضر عرفوا كيف يصنعون بعض الفرص السانحة للتهديف والتي أهدرت للأسف، لاسيما من براهيمي وسعيود، لكن في الدقيقة التاسعة والتسعون،  حسي بن عيادة ينطلق من الرواق الأيمن يمنح كرة إلى بونجاح، الذي بسرعة يمنحها إلى “الأمير” سعيود، الذي من خارج منطقة العمليات يصوب ويباغت الحارس التونسي، معز حسن، فاتحا باب التهديف مسجلا أغلى هدف في مشواره الكروي (1-0).

في الشوط الثاني الإضافي عان المنتخب الوطني كثيرا أمام التونسيين الذين فعلوا المستحيل للعودة في اللقاء وفي الثانية الأخيرة إثر ركنية تونسية، بلعمري يخرج الكرة وبراهيمي نفسه أمام ممر مفتوح بعد مغادرة الحارس التونسي عرينه ويضيف الثاني مرسما تتويج الخضر بالتاج العربي ومدخلا الفرحة والسرور في قلوب كل الجزائريين…شكرا يا أبطال نرفع لكم القبعة شرفتمونا ورفعتم رؤوسنا أمام الجميع…

ل.ناصر