اختتمت بقسنطينة فعاليات المهرجان الثقافي الدولي الثاني عشر للمالوف في أجواء بهيجة استمتع خلالها الجمهور بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بأداء فرقة تيرس من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و نجوم الفن و الطرب الجزائريين ريم حقيقي و عباس ريغي و منال غربي الذين سافروا بالجمهور إلى زمن الطرب الأصيل.
وقد استهلت السهرة بإيقاعات لفرقة تيرس التي أدت مقاطع لأغاني بألحان صحراوية غاصت بالجمهور في أجواء بهيجة ومفعمة بالحيوية.
وقد أدت هذه الفرقة أغنية بعنوان “جزائر أرض الحرية” تفاعل معها الجمهور الذي غصت به قاعة العروض في آخر سهرة للمهرجان والتي اختير لها عنوان “لقلوب معاكم” بشكل لافت وصفق لها مطولا.
بعد ذلك تألقت النجمة الجزائرية ريم حقيقي, مغنية الموسيقى العربية الأندلسية والحوزي, على خشبة قاعة العروض لتضفي على الأمسية سحرا مميزا وأجواء طربية سافرت بالجمهور إلى عالم الجمال والألحان الحلوة.
وقدمت هذه الفنانة ذات الحضور القوي أداء رائعا مع مقطوعات “نهواك” و”عند لالة سهرانين” و”كاملة الزين” و”مزيان نهار اليوم” وذلك وسط تصفيق حار لجمهور متذوق للفن الأصيل.
وقد أضفت مقطوعة مديح “محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر” التي أدتها النجمة ريم حقيقي أجواء روحانية.
كما كانت السهرة الختامية ممتعة للجمهور مع النجمة منال غربي التي أضاءت قاعة العروض من خلال مجموعة لأغاني من “الصنعة” بالإضافة إلى مقطوعات من المالوف.
أما مسك ختام هذا المهرجان الذي حمل هذه السنة شعار “المالوف أول جسر قسنطينة وصوتها الأبدي” فكان مع مطرب المالوف النجم عباس ريغي الذي قدم عرضا غنائيا في المالوف تضمن زجلا “لله وكلت أمري” الذي يؤثر كثيرا في قلوب القسنطينيين.
وتم في السهرة الختامية تكريم فنانين وهيئات أخرى ساهمت في إنجاح هذا المهرجان بالإضافة إلى تنظيم عرض للأزياء لمصممي أزياء من قسنطينة والجزائر العاصمة و عنابة.
المالوف.. جسر نحو العالمية
وتعتبر موسيقى المالوف الكلاسيكية “الجسر الآخر لمدينة قسنطينة القادر على إقامة روابط مع العالم”, حسب ما صرح به فنانون أجانب مشاركون في الطبعة 12 للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف والذي من شهد سهرته الختامية مساء الأربعاء.
و قد كانت الطبعة الجديدة لهذا المهرجان الدولي التي افتتحت يوم السبت الفارط بقاعة أحمد باي (زينيت) بقسنطينة فرصة لإثبات أن هذه الموسيقى الأندلسية التي تشتهر بها مدينة الصخر العتيق يمكن أن تغنى أيضا بأصوات ولهجات مختلفة في آسيا وأوروبا, كما هو الحال مع الفنانة ناومي كوياسو من بلاد الشمس المشرقة (اليابان) التي أدهشت الجمهور القسنطيني بغنائها لمقاطع من المالوف خلال السهرة الافتتاحية.
و قد عبرت الفنانة اليابانية, التي تعشق الغناء العربي, عن “إعجابها الكبير” بموسيقى المالوف القسنطيني التي تزخر بألحان ناعمة وأنيقة مؤثرة، مما دفعها للاهتمام بهذا النوع الموسيقي الذي يعتبر أحد الأشكال الموسيقية الأندلسية العربية.
و تطمح الفنانة ناومي لنسج روابط بين الشعبين الجزائري والياباني من خلال هذه الموسيقى التي يسهل تبنيها بفضل طابعها الكلاسيكي.
من جهتهم، أكد أعضاء الفرقة الجزائرية-الروسية-السورية “طرب”, المتخصصة في أداء الأغاني الأندلسية, أنهم يعملون من خلال الحفلات الموسيقية التي يقيمونها في روسيا على نشر هذه الموسيقى العربية على الساحة الروسية.
ق/ث