احتفالات تحرير وهران من الاحتلال الصليبي تسلط الضوء على “جريمة” مرتكبة في حق 200 طالب شهيد بالسانيا
وهران تحتفل لأول مرة ذكرى تحريرها من الاحتلال الصليبي الاسباني ودعوة لإقرار يوم وطني لإحيائها
وقفت اليوم الجمعة مجموعة أرسام وهران والوفد الذي رافقها في ما أطلقت عليه تسمية “رباط الطلبة” بمناسبة ذكرى تحرير وهران من الاحتلال الصليبي الإسباني، على جريمة حقيقية ارتكبت منذ فترة زمنية طويلة في حق أزيد من 200 شهيد من الطلبة، المنتشرة قبورهم بطريقة غير لائقة وبعضها يكاد يندثر ويتلاشى فيما لم يظهر البعض الآخر من القبور بسبب انتشار النباتات بمحيطه، على مستوى مقبرة شهداء الطلبة الكائنة بالسانيا، أين كشف رئيس مجموعة أرسام وهران إسماعيل بن يوب عن عمله على مراسلة كل من يمكنه أن يرد حق الشهداء بإعادة دفنهم بطريقة تليق بمقامهم أو حتى توضيح قبورهم بين تلك الحشائش المنتشرة وربما أسفل المساكن المجاورة بالمنطقة سالفة الذكر، والأفظع أن بعضها من المحتمل أن يكون قد تحول إلى أرض للفلاحة غُرست عليها أشجار الزيتون، حيث وبالقرب من النصب الذي يوضح منطقة المقبرة وتاريخ شهدائها توجد منطقة فلاحية من المرجح أن يكون أسفلها العديد من القبور، فيما عمد المستعمر الغاشم حسب – بن يوب – إلى طمس باقي القبور من خلال تشييد طريق فصل بين النصب التذكاري وباقي القبور التي اكتشف وجودها الأخير ويعمل حاليا من خلال “أرسام وهران” على مراسلة السلطات المعنية من أجل رد الاعتبار لهذا الجزء الهام من تاريخ وهران العراقة والأصالة والحداثة معا.
الجولة التي اختتمت من مقبرة الشهداء بالسانيا، أين تم تلاوة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، كانت قد انطلقت صباحا من ساحة “بلازدارم” لأول مرة للاحتفاء بذكرى تاريخ يوم 27 فبراير 1792م، وذلك تحت رعاية المجلس الشعبي البلدي، وشارك في المسار المنظمة الوطنية للحركة الجمعوية والمجتمع المدني، ويعتبر المسار الذي أخذ تسمية “مسار الطلبة” تظاهرة ثقافية كبرى تعتبر الأولى وطنيا وعلى مستوى مدينة وهران منذ الإستقلال بمناسبة ذكرى تحرير وهران من الإحتلال الصليبي الإسباني، ورافق أرسام وهران الأمن والسلطات الرسمية والنواب البرلمانيون و المجالس الشعبية المنتخبة الولائية على رأسها شلابي الحاج و نائبه رئيس اللجنة الثقافية تشيكو بوحسون، ومندوبون بلديون على غرار مندوب مندوبية الأمير والعقيد، وشاركت كذلك مديرة الثقافة و الفنون بشرى صالحي.
وشمل المسار عدة مسارات خاصة برباطات الطلبة لذا يقول إسماعيل بن يوب – فهو يندرج ضمن المسارات الدينية المسطرة ببلدية وهران، وكانت أول نقطة في الجولة رباط سيدي محمد بن عودة، مرورا برباط إيفري بحي الصنوبر، ثم رباط جبل المايدة (مرجاجو)، أين قام شفيع الله رئيس جمعية شفيع لحماية البيئة والطيور بجلب شجرة الزيتون سيتم غرسها بعين المكان ومنحها تسمية سيدي “الهيدور”، وشجرة أخرى تحت اسم شجرة سيدي محمد بن عودة، وشجرة سيدي محمد بن سليمان حفيد رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذا شجرة الباي محمد بن عثمان الكبير .
وطالب جل المشاركون من باحثين في التاريخ ومختلف الهيئات بترسيم الاحتفال بذكرى تحرير مدينة وهران من الاحتلال الصليبي الاسباني، بجعله يوما وطنيا يتم الاحتفال به سنويا للتعريف بتاريخ وهران العريق الذي لا يمكن طمسه مهما تعددا الأساليب والطرق فوهران تبقى مدينة جزائرية عربية ولا شك في ذلك ولا مجال للتشكيك.
بلعظم.خ