أصدر الكاتب الجزائري المقيم بسلطنة عمان ، سليم نطور ، مؤخرا ، كتابا جديدا عن الدار العربية للعلوم ” ناشرون ” ببيروت ، تحت عنوان ” إحياء الشعوب ، القيادة التي نبحث عنها : دليل القيادة السياسية ” .
و يختص الكتاب في علم القيادة ، تطرق مؤلفه إلى تاريخ الأمم و حضاراتها ، و ببحث من خلاله عن عوامل ازدهار بعضها ، و تخلف بعضها الآخر ، فيجد ضالته في النخب القيادية و الفكرية و ما تعتنقه من مبادئ و قيم و أيديولوجيات نتجت عن بعضها أنظمة سياسة ناجحة أساسها العدل و الحرية و الأمن ، و نخب قيادية أخرى نتجت عنها أنظمة سياسية فاشلة ، شكلت خطرا على الشعوب التي تحكمها .
و يختصر المؤلف القضية بالقول : ” إن القضية قضية قيادة بكل مستوياتها لا غير “ ، و بخصوص مضمون الكتاب قال نطور إن هذا الكتاب ليس كتاب تاريخ ولا كتاب سياسية ، و إنما هو كتاب في القيادة ، مشيرا أنه عمل و بحث في علم القيادة السياسية أو الشعبية إن أردنا أن نكون أكثر دقة ، نحاول من خلاله استعمال تاريخ الثورة الجزائرية ، و التي تعتبر من أنجح و أقوى الثورات في القرن العشرين ، استطاع من خلالها مجموعة من القادة أن يحيوا شعبا بكامله بعدما كان يظن بأن الاستبداد و الاستعباد و التقتيل و التهجير هو قدره و هويته .
سوف نكتشف بماذا نجحوا وكيف نجحوا وبماذا تميزوا ومن أين أتوا حتى يمكننا أن نتعلم منهم ونبني قادة من أمثالهم ، و حتى نستنتج الدروس و نتعرف على تلك المفاهيم و المبادئ الأساسية التي يجب اتباعها و تطبيقها لصناعة قادة و حكام قادرين على قيادة الشعوب و الأمم و المشي قدما في الاتجاه الصحيح و النهوض بها لا غير ” .
و تناول الباحث سليم نطور في كتابه أيضا ” الأسرار التي جعلت من شعب لا يزيد تعداد سكانه عن عشرة ملايين نسمة ، أغلبيته تسكن الجبال والأرياف لا تكتب و لا تقرأ و تعاني الفقر والحرمان والجهل و الظلم و الاستبداد ، استطاع أن يربي و يصنع جيلا من الأبطال و الرجال والنساء ، استطاعوا أن يحاربوا قوة مثل فرنسا و يستردوا كرامة وهوية شعب وأمة بكاملها ، و يصنعوا لها وطنا ، و يؤسسوا دولة مستقلة ذات كرامة “.
م.ز
