أرقام مرعبة وحقائق صادمة حول “الإدمان” يُكشف عنها ضمن يوم تحسيسي لوكالة كناص وهران
تحت شعار "الضمان الاجتماعي يرافقكم لوقايتكم من مخاطر الإدمان"
بلعظم.خ
أطلق صبيحة اليوم الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، وكالة وهران، حملة تحسيسية إعلامية حول مكافحة الإدمان والوقاية منه، تحت شعار: “الضمان الاجتماعي يرافقكم لوقايتكم من مخاطر الإدمان”، وفي الإطار أكد السيد مهدي رحال مدير وكالة وهران، أن الصندوق يهدف من وراء تنظيم الأيام التحسيسية إلى توعية الرأي العام حول آفة المخدرات ومخاطر المؤثرات العقلية وآثارها السلبية على المجتمع وضرورة محاربتها، وتعزيز ثقافة الوقاية من الإدمان لدى المواطنين والمساهمة في الحفاظ على صحتهم واستقرارهم في بيئة عملهم ومحيطهم الاجتماعي، وكذا تسليط الضوء على الإجراءات المنتهجة من قبل الصندوق في سبيل تحسيس المؤمن لهم اجتماعيا حول مخاطر الاستهلاك المفرط والاستعمال غير العقلاني للأدوية الخاصة بالأمراض العقلية، إلى جانب إبراز التدابير المساهمة في التقليل من المخاطر الناتجة عن حوادث العمل جراء تعاطي المهلوسات والمؤثرات العقلية، بالإضافة إلى توعية مهنيي الصحة المتعاقدين، لاسيما الأطباء والصيادلة، بمسؤوليتهم في حماية ووقاية المواطنين من آفة المخدرات وآثارها الوخيمة على الصحة العمومية.
وصباح اليوم تم تنظيم على مستوى الوكالة يوم تحسيسي إعلامي نشطته البروفيسور مجان ربيعة، أستاذة جامعية استشفائية بكلية الطب وهران، بتقديمها محاضرة بعنوان “لا للإدمان”، إلى جانب مداخلة أخرى للأستاذة المحاضرة الدكتورة شاوش ياسمين تمثلت في محاضرة بعنوان “الإدمان ومخاطره وتأثيراته”.
البروفيسور مجان: 18 % نسبة إدمان الإناث على السموم في الجزائر
وخلال محاضرتها، كشفت البروفيسور مجان عن رقم الإدمان بين الاناث الذي بلغ رغم كون المجتمع الجزائري – تقول – إسلاميا محافظا، 18%، و92 بالمائة بالنسبة للذكور، شاملا كل الفئات العمرية بما في ذلك الشيوخ، حيث أبدت في الشأن قلقها قائلة أن الأمر بات مرعبا كون الشيوخ لم يستثنوا من القضية، فيما نبهت إلى أن جميع المستويات بما فيها الجامعيون معنيون.
عمال توصيل “البيتزا” (ليفرور) وراء اختراق “الزطلة” المحيط الجامعي
وكحقيقة صادمة كشفت عنها البروفيسور مجان، وراء انتشار التعاطي والإدمان في المحيط الجامعي، أكدت البروفيسور أن عمال توصيل “البيتزا” بالخصوص أو ما يعرف بـ (ليفرور) هم أول مروج لشتى أنواع السموم، للسماح لهم بولوج الحرم الجامعي والاقامات الجامعية، حيث تعبر تلك السموم أبواب الجامعات والإقامات الجامعية بسهولة تامة، وأحيانا دون علم أصحاب محلات البيتزا والأكل السريع بالأمر، فيما طالبت البروفيسور الجهات الأمنية بضرورة إخضاع المشكوك في أمرهم للتفتيش، طالما أنهم لا يمكنهم اجتياز الحرم الجامعي كونه حرما في الأخير، وهي النقطة التي شددت عليها البروفيسور مجان، قائلة أن الظاهرة باتت كنوع من الموضة والتباهي بين الطلاب، حيث يروج لأن الطالب الذي لا يتعاطى الحشيش أو الطالبة التي لا تدخن أي نوع من المخدرات ليست (متحضرة) ما يجعل من هذه الفئة تنجرف وراء التعاطي ومن ثمة الإدمان، فيما لم تستبعد البروفيسور أن تنتشر في غضون السنوات القليلة المقبلة ظاهرة المثلية الجنسية بين المدمنين سيما الجامعيين في حال تواصل الوضع على ما هو عليه حاليا.
عمال بقطاع الصحة يتعاطون لوفينوكس ممزوجا مع مسحوق بريغابالين للتمكن من المداومة ليلا !
واصلت البروفيسور مجان محاضرتها، كاشفة عن حقيقة أخرى صادمة، هذه المرة في الوسط الصحي، مؤكدة أنها وقفت على حالات تعاطي لمادة لوفينوكس، ممزوجة بمسحوق بريغابالين، للتمكن من المداومة ليلا، قائلة أنهم قد ابتكروا نوعا آخر بخطورة أعلى سيما وأن المادتين متوفرتان بالمؤسسات الاستشفائية، داعية إلى ضرورة تكثيف المراقبة في مثل هذه المؤسسات التي تحولت إلى بؤرة جديدة للتعاطي ثم الإدمان.
حبوب “البانادول” و”الفولتاران” تباع عبر صيدليات دون وصفة طبيب !
وتعجبت البروفيسور مجان في مداخلتها أمس، حيث جرّبت مرة أن تطلب من ابنها القاصر اقتناء علبة فولتاران من الصيدلي الذي لم يمانع في صرفها له، رغم خطورة مكوناتها، وعدم تساؤله عن إن ما كان هذا الطفل متعاطيا أو طلب منه شخص مدمن توفيرها له، مطالبة بضرورة الصرامة في عملية بيع العديد من الأدوية منها المسكنات وغيرها دون وصفة طبيب، لأنها قد تتحول إلى مادة مخدرة يمكن الإدمان عليها.
وفي ذات السياق المتعلق بالأطفال ذكرت البروفيسور أن هذه الفئة لازال خطر الإدمان يتربص بها، سيما بعد الكشف عن لجوئهم إلى استنشاق مسحوق “اميلا” وحاليا استنشاق رائحة “الحبر” من الأقلام، حيث أضافت أن إقدام الأطفال المتمدرسين على استنشاق هذه الرائحة ثم استمتاعهم بتلك النشوة التي تلحقها، قد يجرهم لاحقا بعد مرور مدة ومطالبتهم بالمزيد إلى الإدمان على مواد مخدرة أخرى أكثر خطورة من مجرد مسحوق عصير أو رائحة حبر.
منشطات الذاكرة والأحماض الأمينية خطر آخر والأخير يباع عبر قاعات كمال الأجسام
ورغم وفاة العديد من الشباب في عمر الزهور نتيجة جرعة زائدة في ما يعرف بالأحماض الأمينية التي تساعد في تسريع عملية بناء العضلات بالنسبة للشباب الذين يتمرنون على مستوى قاعات كمال الأجسام، تقول البروفيسور مجان – غير أن أنك تجد الكوتش الرياضي يوجه الشباب إلى تناولها والأدهى والأمرّ أنه يتم توفيرها على مستوى قاعات كمال الأجسام، داعية إلى ضرورة تسليط الضوء على هذا الخطر أيضا، فيما نبهت إلى الإقبال الكبير للمقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا وغيرها من امتحانات الشهادة على تعاطي المنشطات ومقويات الذاكرة التي تمثل خطرا لا يستهان به على صحة الشباب، في حين يلجأ البعض الآخر – تضيف – إلى تعاطي المخدرات للتخلص من القلق الذي يسبق امتحانات البكالوريا خاصة، وكل ذلك في ظل غياب الأولياء عن المشهد.
الدكتورة شاوش: وفرة الترامادول والصاروخ بغرب الجزائر وراء ارتفاع أرقام المدمنين عليهما
من جهتها كشفت الدكتورة شاوش ياسمين أستاذة محاضرة بالمؤسسة الاستشفائية لعلاج الإدمان “سيدي الشحمي” استقبال منذ جانفي 2019 إلى يومنا هذا زهاء 1000 مدمن، قائلة أن الأغلبية تحاول التخلص من الإدمان على عقاري بريغابالين والترامادول، كونهما مادتان متوفرتان بنسبة كبيرة في المجتمع الوهراني وغرب الجزائر بصفة عامة كون المؤسسة تستقبل مرضى وافدين إليها من مختلف الولايات الغربية.
يذكر أن الصندوق يعمل في سبيل الوقاية من الإدمان على إخضاع أدوية علاج الأمراض العصبية إلى شروط خاصة للتعويض، حيث يتم إحالة كافة الوصفات على المراقبة الطبية، إلى جانب إلزامية وصف هذه الأدوية من قبل طبيب مختص في المجال، وتسليمها على مستوى الصيدليات الناشطة بولاية الانتساب حصريا، وكذا تسديد تحفيزات مالية إلى الأطباء المعالجين المتعاقدين عن كل عمل وقائي ضد الإدمان لفائدة المؤمن لهم اجتماعيا وذوي حقوقهم، إلى جانب تكفل أطباء الصندوق بتحسيس المؤمن لهم اجتماعيا المرضى بمخاطر التناول المفرط لأدوية الأمراض العصبية والمهلوسات العقلية.
وكفاعل أساسي في محاربة وضبط الاستهلاك المفرط لمختلف الأدوية ولاسيما تلك المتعلقة بعلاج الأمراض العصبية والنفسية، يحرص الصندوق على تنسق جهوده مع مختلف الجهات المعنية للحفاظ على صحة المواطن وتحسيسه حول مخاطر آفة المخدرات التي تهدد حياته، – تؤكد المكلفة بالإعلام والاتصال على مستوى وكالة كناص وهران السيدة كريمة بودومي.
من جهتها ذكرت السيدة معاشو نعيمة، المكلفة بالإعلام والاتصال على مستوى العيادة المتخصصة في تقويم الأعضاء وإعادة التربية الوظيفية لضحايا حوادث العمل بمسرغين، عن تواصل الحملة التحسيسية في الميدان وذلك من خلال طرق أبواب الجامعات، محطات النقل البرية وغيرها من الفضاءات إلى جانب التنسيق مع مختلف النوادي والجمعيات الخاصة بالشباب، ويذكر أن العيادة هي هيئة تابعة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الاجراء.