الثقافيالوطنيمتفرقات

“لا تجعلوا الحمقى مشاهير”..   من وسم رقمي إلى حملة وطنية  

 

أوقفت شرطة وهران المؤثرة السبرانية صاحبة صفحة الإسم المستعار”ع.ك ” بعد رواج فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي يروج للإنحرافات الأخلاقية .
ووفق بيان ذات الهيئة و في إطار مكافحة الجريمة بشتى أنواعها، لاسيما المتعلقة بالمساس بالآداب العامة ،تمكنت فرقة مكافحة الجرائم الكبرى ،ممثلة في فصيلة المساس بالآداب العامة ، بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية ، من توقيف المؤثرة السبرانية، المروجة للإنحرافات الأخلاقية والتحريض على الرذيلة، صاحبة الحسابات الإلكترونية، عبر اليوتوب، ومواقع التواصل الإجتماعي.
قضية الحال جاءت بعد رصد فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي للسالفة الذكر ،تقوم فيه بالترويج لمحتواها اللاأخلاقي في بث مباشر عبر إحدى التطبيقات.
 بالتنسيق مع السيد/وكيل الجمهورية لدى محكمة فلاوسن ، باشرت الضبطية القضائية التقصي والتحري حول الفيديو ،اين تم تحديد هوية المشتبه بها،وتوقيفها مع حجز الهواتف النقالة المستعملة في الجريمة.
و سيتم تقديم المشتبه بها أمام النيابة المختصة إقليميا وفقا لملف جزائي.

و انتشرت، في السنوات الأخيرة، على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة ما يعرف بـ«البوز” أو الشهرة الاجتماعية؛ وهي عبارة عن التفاهة التي يسوّقها أشخاص تحت مسميات مختلفة (بلوقر، يوتيوبر، فاشينستا، مؤثرة… وما إلى ذلك من الألقاب) ونشرهم محتويات غير لائقة اجتماعيا، وقد تتضمن مدلولات أو كلمات أو صور أو فيديوهات لا أخلاقية، يدخلون في سباق الأرقام لصناعة التفاهة ونشرها في المجتمع، حتى أصبحت هذه الظاهرة حالة مرضية تهدد كيان المجتمع وقيمه وأخلاقه.

هذا هو الواقع الذي فرضته وسائل التواصل الاجتماعي، إذ باتت الأفعال المستفزة والخارجة عن المألوف هي ما تحصد أكبر مشاهدات، بل أقصر الطرق للوصول إلى ملايين المشاهدات، حتى لو كان ذلك على حساب القيم والأخلاق.
لكن في الجزائر، لم يعد الجمهور متفرجًا، بل تحرك لفرض واقع جديد، مطالبًا بمحاسبة صانعي المحتوى الذين يقدمون ما وصفوه ب«المحتوى الهابط». ومن مجرد وسم رقمي، تحولت حملة «لا تجعلوا الحمقى مشاهير» إلى تحرك فعلي أدى إلى توقيف عدد من المؤثرين بتهم تتعلق بالأخلاق العامة والإخلال بالآداب.
وأطلقت عديد الصفحات الكبرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملة لإلغاء متابعة كل من ينشر محتوى يمتاز بـ “التفاهة، والمنشورات الهابطة المخالفة للعادات والتقاليد والأعراف”.

وقامت هذه الصفحات، بنشر هاشتاغ “ابلوكي التفاهة”، الذي تم تداوله بشكل واسع النطاق.

وبدأت القصة عندما أطلق رواد مواقع التواصل الإجتماعي الجزائريون حملة إلكترونية تحت شعار «لا تجعلوا الحمقى مشاهير»، داعين إلى مقاطعة المحتوى المبتذل الذي يغزو المنصات الرقمية.

وسرعان ما تحولت هذه الحملة إلى واقع ملموس عبر إجراءات قانونية ضد عدد من المؤثرين، بتهم تتعلق ب«التحريض على الرذيلة» و«الإخلال بالآداب العامة».
ومن بين الأسماء التي طالتها هذه الإجراءات، «كوكو القرش»، الذي تم توقيفه بعد انتشار فيديو له يُظهر أفعالًا خادشة للحياء وألفاظًا نابية في بث مباشر على تيك توك.

ولم يكن وحده، فقد تم توقيف «اللورد جيجي» بعد نشره صورًا اعتُبرت غير لائقة، إضافة إلى توقيف مروان «الباتني» و«رؤوف»، وجميعهم متهمون بتقديم محتوى «مسيء» يتعارض مع القيم المجتمعية.
وثمن الكثيرون هذه الخطوة التي وصفوها بالضرورية للحد من الانحلال الأخلاقي في الفضاء الرقمي.

ومع تزايد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أن حملة «لا تجعلوا الحمقى مشاهير» قد تكون البداية فقط نحو إطار قانوني جديد لمحاسبة صانعي المحتوى، خاصة في ظل تزايد الدعوات لتنظيم الفضاء الرقمي وضبط المحتوى الذي يؤثر على الأجيال الصاعدة.

 

 

 

حورية/م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق