في ذكراه الثالثة .. اليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه مفخرة للجزائر
البعد العميق الموجود بين الشعب والجيش تجسد في شعار "الجيش الشعب.. خاوة خاوة"
وصف المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، عبدالعزيز مجاهد، اليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية، الذي أقره رئيس الجمهورية بـ” مفخرة للجزائر “.
وأوضح مجاهد في برنامج خاص للقناة الأولى، الثلاثاء، بمناسبة اليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية ” منذ ما قبل المسيح أثبت الشعب الجزائري لنفسه أولا وللآخرين ثانيا بأنه كان وسيبقى في مستوى الاحداث، وبمناسبة هذا التلاحم بين الشعب والجيش يجب أن نُذكّر و نتذكر أن هذا الجيش هو ابن الشعب ومن صلبه ، وقيم شعبنا نجدها مجسدة في قيم ومبادئ جيشنا“.
واضاف ” إذا أردنا أن نتذكر الحراك في ذكراه الثالثة يجب أن نتذكر الشعار الذي وحّد 48 ولاية في تلك الفترة وهو ” كرامة حرية وعدالة اجتماعية”، وهذه صفات يتميز بها الجزائري منذ ماسينيسا ويوغرطة وتاكافاريناس مرورا بالأمير عبدالقادر وصولا إلى المجاهدين وبومدين وشباب اليوم وغيرهم، فجميعهم تسكنهم هذه القيم و المبادئ التي ولدت فيهم ومعهم ويتميز بها حمضهم النووي، و هي مبادئ وقيم جيشنا الوطني الشعبي“.
ويضيف مجاهد أن “الجيش الوطني يختلف عن بقية الجيوش ففضلا عن كونه خرج من صلب الشعب، فإنه سعى بعد استرجاع السيادة الوطنية إلى إعادة بناء الدولة الوطنية، فشارك في التعليم وضمن تمدرس الأطفال وبنى القرى التي دمرها المستعمر، وفتح الطرق وأنجز السد الأخضر وفي كل الجوانب كان حاضرا وموجودا“.
وبرأي المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة فإن ما يجعل الجيش يتدخل هو فشل النخب في أداء مهامها وتحمل مسؤولياتها، مشددا أن “ساعة اليوم هي ساعة المواطن وليس ساعة النخبة، فمهما اختلف موقعه ووظيفته عليه أن يكون مجندا لتحقيق بلوغ الهدف الذي استشهد من أجله ملايين الجزائريين“.
واضاف ” وقد رأينا في الأزمات التي مرت بها الجزائر هي أزمات نخبة، فكلما قصرت النخبة في أداء الواجب أو لم كان دون مستوى المسؤولية تقع الأزمة وحينها يضطر الجيش للتدخل لإيقاف الإنزلاق لما هو أسوا، وقد رأينا ذلك في 1965 و 1992 وأيضا في 2019 ” حسب تعبيره.
من جانبه عبر المحلل السياسي عبدالقادر سوفي عن قناعته بأن ” الجيش الشعبي الوطني هو الجيش الوحيد في العالم الذي لم يؤسس بقرار ، بل هو امتداد للشعب وثورته ولجيش التحرير، بحيث لا توجد اليوم عائلة فيها شهيد أو مجاهد أو جندي في الجيش“.
وأوضح “بالحديث عن اللحمة الموجودة بين الشعب وجيشه فأعتقد أنها لحمة طبيعية وتجسدت من خلال صورة في مرحلة الحراك أين قام الجيش بتأمين ملايين الجزائريين الذين خرجوا في الحراك، ولم تزهق قطرة دم واحدة. و هذا البعد العميق الموجود بين الشعب والجيش تجسد في مقولة أو شعار رافق الحراك ألا هو ” الجيش الشعب.. خاوة خاوة” حسب تعبيره.
و استطرد: ” أعتقد أن هذا الشعار لم يأت من فراغ، بل جاء من الإدراك العميق للشعب الجزائري بأن نظام مناعته هو الجيش الوطني الشعبي الذي استطاع التصدي للكثير من التهديدات على الحدود وداخل الجبهة بحيث حاولت أن تضرب النسيج الوطني والكيان الجزائري، وهو ما مكن بلادنا من عبور هذه المرحلة ووصلنا إلى إعادة بعث الجزائر المنشودة التي تعمل على تحقيق الأهداف إليها المواطن من حرية والكرامة والعيش الكريم“.
وتحدث المحلل السياسي عبد القادر سوفي عن رمزية 22 فبراير في شهر يحمل عدة ذكريات قائلا “هذه الذكرى تتوسط مجموعة من الذكريات ولها دلالات معينة وقيمة غير محدودة، وكأن في ذلك سرا للجزائر. ففي 13 فبراير 1960 التفجيرات النووية الفرنسية ، 18 فبراير يوم الشهيد التي تعني التضحيات الجسام التي قدمها الشعب من اجل بلادنا، 22 فبراير هي اللحمة بين الشعب والجيش، وهي اللحمة التي تصدت لكل المحاولات الخارجية، وأيضا 24 فبراير وهي ذكرى تأميم المحروقات أي استرجاع السيادة على أرضه وممتلكاته” حسب قوله.
هشام/م