غلاء الأسعار يُحدث تغييرات في طقوس استقبال العائلات بالنعامة لعيد الفطر
جمعيات خيرية تعكف على تقديم يد المساعدة للإبقاء على بهجة المحتاج خلاله
بإنقضاء الشهر الفضيل وقدوم عيد الفطر المبارك تحرص معظم العائلات بولاية النعامة على الاستعداد لاستقبال عيد الفطر بأفضل الطرق ووفق تقاليد خاصة بالمنطقة حيث تبدأ ذلك في بداية الأسبوع الأخير من شهر رمضان في معظم الأحيان فالاحتفال بهذه المناسبة لا بدّ من أن يكون مميّزاً، لذا تنظّف البيوت والشوارع وتصنع النساء الحلويات وتحضر الطبق المميز والخاص بالمنطقة والمعروف “بالرفيس” فيما يشتري الأهل لأطفالهم ملابس وألعاب جديدة تفرح قلوبهم. لكنّ الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في الجزائر، نتيجة ارتفاع أسعار المواد التموينية وملابس الأطفال، دفعت معظم العائلات إلى تقليص نفقاتها في هذا العيد، في حين تحاول جمعيات خيرية التعويض على الأطفال المعوزين والأيتام.
تقول السيدة “ب. فتيحة “موظفة و أمّ لأربعة أطفال إنّ “ارتفاع الأسعار ألزمني بشراء بعض المواد الأساسية لصناعة الحلويات في المنزل، الأمر الذي تعدّه “خطوة نحو التقشّف
بدورها تقول حليمة “على الرغم من أن عادات الجزائريين تقتضي في الغالب تحضير أكثر من ستة أصناف من الحلويات في هذه المناسبة، فإنّ كثيرين لا يلتزمون بذلك ويكتفون بما يناسب قدراتهم“.
في المقابل تتّجه عائلات عديدة إلى شراء حلويات العيد الجاهزة من المجال خصوصاً التقليدية منها، لتوفير عناء صنعها في البيوت وشراء مستلزماتها بأسعار خيالية وأصبح “شراء الحلويات هو الحلّ الأنسب بالنسبة إلى كثيرين، لا سيّما بالنسبة للنساء العاملات والموظفات، في ظلّ ارتفاع أسعار المواد الخاصة بصناعتها“.
ومن عادات الجزائريين المبهجة شراء ملابس العيد للأطفال، لكنّها تأثّرت كذلك بالأزمة الاقتصادية، إذ تجاوزت أسعارها المعقول وهو ما دفع كثيرين إلى العزوف عن شراء ملابس جديدة من المحال، وقد لجأ بعض الناس إلى ما يسمّى ملابس الاختيار الثاني والثالث، وهي سلع منخفضة الثمن تُعرض في الغالب بالأسواق المفتوحة ، وتكون موجّهة إلى العائلات ذات الدخل الضعيف.
ولا تقتصر استعدادات العائلات لاستقبال العيد على الحلويات وملابس الأطفال، فبيوت جزائرية كثيرة تتمسّك بعادتَين متجذّرتَين، أولاهما تزيين أيدي الأطفال الصغار، خصوصاً البنات، بالحنّاء في ليلة العيد للدلالة على الفرحة. أمّا العادة الثانية فهي تنظيف البيوت والمباني والأحياء وتزيينها للعيد.
كذلك يُعَدّ عيد الفطر فرصة لمواصلة عمليات التكافل الاجتماعي والتضامن مع الفئات الفقيرة، فلا تتوقّف مساعدات الجمعيات الخيرية عند فتح مطاعم الرحمة لعابري السبيل طوال شهر رمضان، يل تُجمع تبرّعات مختلفة وملابس تحت شعار “كسوة العيد للعائلات المحتاجة“.
وقبيل عيد الفطر، استنهضت الجمعيات الخيرية جهودها في مختلف بلديات الولاية، علماً أنّ ثمّة عشرات الجمعيات التي تنشط على مدار العام، فيما يمثّل شهر رمضان وعيد الفطر مناسبتَين لإدخال البهجة والفرحة إلى قلوب المعوزين.
وتحضّر الجمعيات الخيرية برنامجها الميداني لتقديم المساعدات للفقراء والأيتام قبل أسابيع من شهر رمضان، ومن شأن هذا الاستعداد أن ينظّم العمل الخيري والتضامني بشكل فعّال ومجدٍ، بحسب ما أكده “عمارة عبد الناصر” رئيس المكتب الولائي لجمعية الإصلاح والإرشاد بالمشرية أنّ “الجمعية تستعدّ لأعمالها الخيرية في شهر رمضان، فتستقبل المساعدات الخاصة بعيد الفطر، بعد إعداد قائمة بأسماء الأطفال وأعمارهم واحتياجاتهم من الملابس و أنّ أولوية الجمعية في الأسبوع الأخير من شهر رمضان هي توصيل الملابس للأطفال المعوزين والأرامل”، لافتاً إلى أنّ “المحسنين قد يساهمون مالياً في الغالب“.
لتبقى فرحة العيد مميزة عند غالب العائلات الجزائرية تحت شعار نشر صور التلاحم والتعاون الإجتماعي بين كل الفئات رغم إنخفاض القدرة الشرائية للمواطنين ليكتمل الأجر الرمضاني بقدوم عيد الفطر المبارك، فكل عام وأنتم بخير.
خريص الشيخ