صدور كتاب “كاتب ياسين: عواصف وشظايا أخرى”
تقدم الأكاديمية عفيفة برارحي في الإصدار الجديد “كاتب ياسين: عواصف وشظايا أخرى” قراءة في مخطوطات نادرة للروائي والكاتب المسرحي كاتب ياسين (1929- 1989) متمثلة في نصوص شعرية وأعمال مسرحية.
يسلط هذا الكتاب, الصادر في 105 صفحات عن منشورات “الكلمة”, الضوء على أعمال كاتب ياسين, من خلال قراءة لمخطوطات نادرة سبقت عمله الأشهر “نجمة”, وكذا مراسلاته وهو شاب مع كبار الوسط الفكري والأدبي لجيله.
يقدم الإصدار أيضا إعادة قراءة لقصائد الكاتب والتي وجدت وتمت دراستها من طرف الفرنسية جاكلين أرنو ولها علاقة بالوضع الاجتماعي للجزائريين إبان الاحتلال الفرنسي, حيث تدخل مجموعته الشعرية الأولى “مناجاة” الصادرة في 1946 ضمن مخطوطات هذا الكاتب الذي تميز منذ صغره بالشعر الذي استخدمه ك “سلاح” ضد المستعمر.
“كاتب ياسين: عواصف وشظايا أخرى”, يعيد التعريف أيضا ومن ناحية أخرى بمراسلات كاتب ياسين مع الكاتب والشاعر الفرنسي غبرييل أوديزيو (1900- 1978), بالإضافة لتجربته المسرحية, وهو الفن الذي خاطب به الناس داعيا إياهم للنهوض ضد المحتل الفرنسي.
“الجثة المطوقة” و”مسحوق الذكاء” و”الأجداد يزدادون ضراوة” ونصوص مسرحية أخرى هي أيضا من بين إبداعات كاتب ياسين التي شرحتها عفيفة برارحي.
وتعتبر مخطوطة العمل المسرحي “عاصفة رملية”, المحفوظة بالمكتبة الوطنية الفرنسية, مسودة لكتاب “مسحوق الذكاء”, وقد تمت مراجعتها أيضا في هذا الكتاب.
وتشير برارحي, في هذا الصدد, إلى أنه في النسخة الأولى لكتاب “مسحوق الذكاء” فإن كاتب ياسين “لم يلغ ثوابت التراجيديا اليونانية, بل بقيت الصبغة التراجيدية مهيمنة عليه”.
ومن جهة أخرى, يستحضر الكتاب جانبا من حياة كاتب ياسين من خلال مسيرته المهنية كروائي وككاتب مسرحي, وكذا رحلاته في الخارج ولا سيما في أمريكا الجنوبية والسودان وأوروبا الغربية والشرق الأوسط والصين أين قدم قراءات عامة ومحاضرات.
وتلفت عفيفة برارحي إلى أن مواقف كاتب ياسين الحاسمة والمتصلبة من الاستعمار الذي عمل على تجريد الجزائريين من شخصيتهم وهويتهم أدت إلى سوء تفاهم بينه وبين غبريال أوديزيو الذي كان يعتبر آنذاك من رموز الليبرالية.