صحيفة “لوبينيون”: الرئيس تبون يعيد الجزائر إلى لعب دور كبير داخل الأسرة العربية الكبرى
قمة جامعة الدول العربية: عودة العصر الذهبي للدبلوماسية الجزائرية
أوضحت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية أن قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها الجزائر، يومي 1 و 2 نوفمبر، ستخصص إلى حد كبير للأزمات في الشرق الأوسط، مشيرة إلى توقيع الفصائل الفلسطينية على إعلان الجزائر، ما اعتبرته انتصارا دبلوماسياً للجزائر يمثل عودتها الكبيرة على الساحة الدولية.
وأشارت الصحيفة في مقال تحت عنوان: “قمة جامعة الدول العربية.. عودة العصر الذهبي للدبلوماسية الجزائرية”، أشارت إلى تصريح رمطان لعمامرة: “إنها قمة لم الشمل، وتطوير رؤية مشتركة، وتأكيد للعالم العربي في هذا السياق العالمي المتقلب. يجب على بلداننا أن تعمل على تعزيز التضامن مع دول مثل الصومال وليبيا وفلسطين. ستكون مسألة السلام والأمن في الشرقين الأدنى والأوسط في قلب المناقشات. يجب أن يتيح لنا هذا الاجتماع إعادة التأكيد على تمسكنا بمبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية في قمة بيروت عام 2002، وتبقى البوصلة لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
كما ذكّرت الصحيفة بدعوة الرئيس تبون للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى الجزائر جويلية الماضي بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال مما مهد لتوقيع اعلان الجزائر.
واعتبرت “لوبينيون” أن الرهان بعيد المنال، في ظل انقسام الفلسطينيين منذ 05 عشر عاماً. وقد أرجأ المقربون من محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، تشكيل حكومة وحدة وطنية في اللحظة الأخيرة.
وأضافت “لوبينيون” أنه من المتوقع أن تركز القمة العربية على إصلاح مؤسسة جامعة الدول العربية ومساعدة الدول التي تمر بأزمات مثل الصومال وليبيا ولبنان وتسوية الصراع بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى حول سد النهضة.
كما أنها ستكرس الدور المتزايد للمجتمعات المدنية في المشاورات، كوسيلة لإدماجها بشكل أكثر فاعلية بينما لا يفي الربيع العربي بوعده، بالنسبة للكثيرين.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن الرؤساء الأوائل للجزائر المستقلة -أحمد بن بلة ثم هواري بومدين- مارسوا سياسات خارجية نشطة لصالح بلدان الجنوب. وُصفت الجزائر بأنها “مكة” للثوار في السبعينيات، لكن العشرية السوداء (1991-2002) كانت بمثابة نكسة، حيث ركزت البلاد بشكل أساسي على محاربة الإرهاب، بينما كانت تسعى إلى تجنب العزلة الدبلوماسية.
ومنذ وصوله إلى السلطة في 2019 -تقول الصحيفة الفرنسية- أعاد الرئيس عبد المجيد تبون التزامه الكامل بالقضايا العربية والأفريقية. وهو يعتمد على الدبلوماسي المخضرم رمطان لعمامرة.
وهنا أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس تبون أعاد بالفعل إطلاق اتفاق الجزائر بشأن مالي ولعب دورًا في الأزمات في ليبيا وبين إثيوبيا ومصر، ويعطي حاليًا زخمًا جديدًا لحركة دول عدم الانحياز، ويظهر رغبته في دمج دول بريكس، والدفاع عن دوره في داخل الأسرة العربية الكبرى.
واعتبرت الصحيفة أن كل ذلك نشاط والتزامات تشير بلا شك إلى الرغبة في إدخال عصر ذهبي جديد للجزائر على المستوى الدبلوماسي.