أكد رئيس مجلس الأمة، المجاهد صالح قوجيل, أن بيان أول نوفمبر 1954 أيقظ الاستعمار من وهم “الجزائر الفرنسية” وصاغ “بدقة وبلاغة شهادة ميلاد الجزائر الحرة المستقلة”.
وفي مساهمة له على صفحات يومية “الخبر” في عددها الصادر اليوم الخميس, بمناسبة الذكرى ال70 لاندلاع الثورة التحريرية, قال المجاهد صالح قوجيل أن بيان أول نوفمبر 1954 “خط نعي فرنسا الاستعمارية” وأن اجتماع ال6 التاريخي في ال23 أكتوبر 1954 الذي قررت فيه مجموعة من الشباب إعلان الحرب على رابع قوة عسكرية آنذاك, قد أيقظ الاستعمار من وهم “الجزائر الفرنسية” ليطوي بذلك أزيد من قرن من الاضطهاد والابادة.
وذكر في هذا السياق ثورة الفاتح نوفمبر “أسدلت الستار على كافة المناهج والاساليب والمقاربات التي تبنتها الحركة الوطنية من أجل الوصول الى حل عادل للقضية الجزائرية” وأن اندلاعها كان بمثابة “بداية جديدة بفكر تحرري وقيادة ومفاهيم ثورية جديدة, وبهدف واضح لا يقبل التأويل هو الكفاح المسلح دون انتماءات حزبية”.
وعرج السيد قوجيل في هذا الاطار على مساهمة مجازر ال8 ماي 1945 في انطلاق شرارة أعظم ثورة تحريرية في التاريخ المعاصر, مبرزا أن الظلم الذي تجرعه الشعب إبان تلك الجرائم شكل “منعرجا حاسما في تاريخ النضال الوطني وتمخض عنه مشروع ثوري جمع بين السرية والعبقرية والحكمة وحماس مجموعة فذة من شباب وطنيين استنتجوا بأن الكفاح المسلح هو الأداة النضالية الحقيقة التي ترد الحقوق وتهزم الاستعمار”.
ولفت الى أن “ما قام به هؤلاء الشباب بوضع استراتيجية واضحة ومخطط عسكري وسياسي شامل يرقى الى المعجزة”, مشيرا الى أن “عبقريتهم تكمن أيضا في قدرتهم على تجنيد الجزائريين وإقناعهم”.
وأضاف أن الجزائريين “ولدوا جميعا بشهادة ميلاد نوفمبرية واحدة، لذلك فوحدتهم فريدة والتحامهم بقيادتهم وجيشهم الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، لا تضاهيها إلا وحدتهم أثناء الثورة المظفرة، والتي هي انعكاس وامتداد لها واقتداء بها”.
وختم السيد قوجيل مساهمته بالقول أن “الأمة الجزائرية اليوم تستعيد مرجعية بيان أول نوفمبر لتؤسس على نهجها الجزائر النوفمبرية الجديدة المنتصرة بقيادة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون”.