المولد النبوي الشريف: مناسبة لإبراز تنوع الموروث الثقافي والاجتماعي المرتبط بهذه الاحتفالية
يحيي الشعب الجزائري، يوم الإثنين، ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يصادف ال12 من شهر ربيع الأول للسنة الهجرية، عبر عادات وتقاليد أصيلة تعكس تنوع الموروث الثقافي والاجتماعي المرتبط بهذه المناسبة الدينية.
وقد سطرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف برنامجا ثريا لإحياء هذه المناسبة يتضمن عدة نشاطات دينية وثقافية وكذا دروس على مستوى المساجد تخصص للحديث عن مولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته وأخلاقه، بالإضافة الى تنظيم مسابقات لحفظ وترتيل القرآن الكريم.
وتتميز الاحتفالات الخاصة بالمولد النبوي الشريف بإحياء عادات اجتماعية وثقافية متوارثة بين الأجيال تختلف وتتنوع من منطقة إلى أخرى, علاوة على جلسات تلاوة القرآن الكريم وتكريم حفظته واستذكار جوانب من السيرة النبوية العطرة والاستماع إلى الابتهالات والمدائح الدينية عبر جميع مساجد الوطن.
وتشكل الاحتفالات الشعبية الجماعية واحدة من أجمل صور إحياء ذكرى مولد خاتم الأنبياء، حيث تتجسد بمدينة شرشال (تيبازة) في عادة “المنارة” التي بقيت راسخة في الضمير الجماعي لساكنة هذه المدينة، فيما تحيي عائلات مدينة تنس (الشلف) احتفالية المولد النبوي الشريف ب”فلوكة المولد” لترسم البسمة على وجوه الأطفال وتستحضر سيرة الرسول المصطفى وأخلاقه عبر مختلف المدائح الدينية.
وبولاية بني عباس، تستقطب الاحتفالات الدينية والثقافية بهذه المناسبة آلاف الزوار، حيث أضحت فعاليات هذه التظاهرة السنوية واحدة من الاحتفالات التي تشتهر بها المنطقة، كما يشكل أسبوع المولد النبوي الشريف محطة ثقافية ودينية تحظى بقدسية كبيرة لدى سكان منطقة قورارة.
وبالجزائر العاصمة، تمثل السهرات العائلية أبرز معالم الاحتفال بالذكرى، فيما تكتسي الأسواق والأحياء الشعبية حلة خاصة يدرك الوافد إليها أن الأمر يتعلق بذكرى المولد النبوي الشريف من خلال انتشار طاولات بيع الشموع وكل أنواع البخور التي تلقى رواجا كبيرا خلال هذه المناسبة.
وبولاية غرداية، تعكس المظاهر الاحتفالية مدى ارتباط سكان المنطقة بتقاليد السلف من خلال السير بين أزقة القصر الضيقة في أجواء مفعمة بالروحانية الخالصة بترديد قصائد الإنشاد الديني في مدح الرسول والتي تنشد جماعيا.
وبقسنطينة تتميز احتفالات المولد النبوي الشريف بالإقبال اللافت على المساجد والزوايا، حيث تتم تلاوة القرآن الكريم وتنظيم حلقات للذكر والمدائح وسرد السيرة النبوية الشريفة.
أما بغرب البلاد، العائلة التلمسانية على سبيل المثال تستحضر عادات وتقاليد لا يمكن الاستغناء عنها، على غرار ارتداء الزي التقليدي الاصيل حيث تكون الشدة التلمسانية حاضرة لتزيد من جمالية ليلة ذكرى مولد سيد الأنام.
وبمستغانم تجوب مواكب ما يعرف محليا “بالتبوشير” أو “البشرى” ولعدة ايام شوارع المدينة، تلقى فيها مدائح وقصائد تتغنى بمولد الرسول الكريم، وسط ترحاب كبير من قبل ساكني المدينة.
وتحرص العائلات على احياء سهرة ليلة المولد النبوي الشريف لتبقى راسخة في الذاكرة الجماعية، لاسيما في ظل بروز مظاهر احتفالية عصرية أضحت جلية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.