مجدّدا يلتقي الرئيس تبون مع ممثلي بعض الأجهزة الإعلامية ، اللقاء جاء في خضم محنة تجتاح العالم كله .
تدخل الرئيس جاء ليضع النقاط على الحروف و يعيد ترتيب الأولويات في الأجندة الرئاسية .
الرئيس أكد على استمرارية العزم المعلن عنه خلال الحملة الانتخابية وفي خطاب تسلم المهمة
و أكد أن ” قطار الإصلاحات السياسية لن يتوقف و المضي في تغيير النظام مستمر “.
لكن اجتياح كورونا شكل سياقا استثنائيا دفع إلى تأجيل بعض المواعيد المبرمجة وفي مقدمتها التعديل الدستوري
فالأولوية كما قال الرئيس :” هي مواجهة الوباء فليس من المعقول أن نعرض مسودة الدستور على مواطنين هاجسهم الأساسي اليوم هو الحفاظ على صحتهم ” وأكد أن “ مسودة الدستور بحوزتنا و نستغل اليوم فرصة هذا التعليق بتسمية لجنة لإعداد مشروع جديد لقانون الانتخابات “.
تصريح الرئيس جاء ليجدّد التأكيد على ما شكل محاور برنامجه الانتخابي .و البرنامج جاء في سياق تعددت تحدياته .
و كورونا أثرت على أوضاع و توازنات مختلف البلدان حتى تلك المصنفة ضمن أغنياء و أقوياء العالم .
و لا يمكن الحديث عن الجائحة بدون اعتبار انتشارها العالمي المتجاوز للحدود و للتصنيفات .
وفي مؤتمر صحفي عقده الأمين العام عن بعد بمناسبة إصدار الأمم المتحدة تقريرا حول تأثير فيروس كورونا على الوضع الاجتماعي والاقتصادي حول العالم، دق جرس التحذير من الوضع و قال :” “إن العالم يشهد امتحاناَ غير مسبوق وإن ساعة الحقيقة قد دقت. مئات الآلاف من البشر يصابون بالمرض بسبب فيروس كورونا الجديد كما ينتشر المرض بشكل واسع في العديد من الأماكن وتشهد المجتمعات حالة من الاضطراب واقتصاداتها تغرق. لقد أعاد صندوق النقد الدولي تقييم آفاق النمو لعامي 2020 و 2021 ، معلنا أننا دخلنا ركودا – سيئا يشبه ما كان عليه الوضع عام 2009 بل وقد يكون أسوأ “.
وأضاف أنطونيو غوتيريش :” أن هناك ثلاثة ركائز يجب أن يتضمنها الرد العالمي: أولها رد فوري منسق يوقف انتشار الفيروس ويقضي على الوباء، ويعمل على زيادة القدرة على إجراء الفحوصات والمتابعة والحجر الصحي والعلاج، مع الحفاظ على سلامة الطواقم الطبية، وتدابير تقييد الحركة والاتصال. وثانيا أن يكون أي علاج أو لقاح يتم التوصل له متوفرا لجميع الناس حول العالم. وثالثا ضرورة عدم التخلي عن البلدان النامية وتركها دون المساعدة الضرورية التي تعزز أنظمتها الصحية وقدرتها على مكافحة الوباء. وإذا حدث هذا فإن البشرية أجمع ستواجه كابوسا ينتشر فيه المرض، كانتشار الحريق في الغابات، مسبباً ملايين الوفيات واحتمال عودته مجددا في المناطق التي تمكنت من احتوائه “.
وأشار إلى “تصميم سياسات مالية ونقدية قادرة على دعم وتوفير مواد للعمال والأسر، وتوفير التأمين الصحي والتأمين ضد البطالة، ودعم الشركات والأعمال لمنع إفلاسها وتكبدها خسائر ضخمة في الوظائف.” و” إن هناك ضرورة أن تكون الاستجابة متعددة الأطراف وواسعة النطاق ومنسقة وشاملة بحيث تبلغ على الأقل عشرة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي“. و” إن بإمكان الدول المتقدمة فعل ذلك بنفسها وبعضها يقوم بذلك ولكن يجب زيادة الموارد المتاحة للدول النامية بشكل كبير من خلال توسيع قدرة صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية الأخرى لضخ الموارد بسرعة للبلدان التي تحتاج إليها. وأشار إلى أن إمكانية أن تجلب المبادلات المنسقة بين البنوك المركزية السيولة إلى الاقتصادات الناشئة. ودعا الأمين العام إلى ضرورة تخفيف الديون كأولوية عند تقديم مساعدات للدول النامية، بما فيها الإعفاءات الفورية عن مستحقات الفائدة لعام 2020 “.
تداعيات التقلبات في السوق النفطية:
سعر البترول يتدحرج إلى أدنى مستوى ، و في تقرير لرويترز تأكيد إلى “أن أسعار النفط ستظل دون أربعين دولارا للبرميل هذا العام، إذ تقوض الإجراءات الرامية لوقف الانتشار العالمي الفائق السرعة لفيروس كورونا الطلب، في حين يفاقم انهيار اتفاق لأوبك+ تخمة في الإمدادات آخذة في الزيادة“.
و بلدنا مداخيله تعتمد بشكل شبه كلي على عائدات الصادرات النفطية ، و لهذا كان رهان الانتقال من النمط الريعي إلى النمط الانتاجي رهانا محوريا و استراتيجيا .
و لا يمكن تحقيق ذلك فجأة و لهذا سيكون لتراجع أسعار النفط تأثيرات عميقة و كبيرة ، تستدعي تدابير استباقية لاحتواء ما يمكن أن يحدث من تأثيرات اجتماعية تعيق تأمين التحول المنشود .
و الوضع يؤرق بلدانا و محاورا كثيرة ، لأن القضية الطاقوية من العوامل الرئيسية في مختلف اقتصادات الدول.
ورد عن الكرملين، حسب رويترز يوم الثلاثاء اتفاق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين
ونظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية يوم الإثنين على أن الوضع الحالي في أسواق النفط العالمية لا يناسب أيا من البلدين .و حسب التقرير الإخباري فإنهما اتفقا على أن يجري كبار مسؤولي الطاقة في البلدين مناقشات بشأن تحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية في الوقت الذي وصف فيه ترامب حرب الأسعار بين السعودية وروسيا بأنها ضرب من الجنون .
و إن الزعيمين اتفقا على إجراء مزيد من المشاورات بشأن الأمر لكنهما لم يحددا موعدا لإجراء تلك المحادثات.
والجزائر بحكم علاقاتها النوعية مع مختلف الأطراف المنتجة داخل الأوبك وخارجها، ونظرا للسياق الحالي وبداية عودة ديناميكيتها الدبلوماسية قدتتمكن مع بقية الشركاء التوصل لمايخفف من تأثيرات التقلبات .
ما بعد كورونا
كماكتب الدكتورطالب الإبراهيمي في نداءه إلى الشعب “ّ “وطننا العزيز سيتمكن بفضل الله اولا، وعزيمة رجاله ثانيا من تجاوز هذه المحنة بسلام، فكم من المحن التي تحداها آبائنا وأجدادنا على مر العصور وخرجوا بوحدة صفهم و اجتماع كلمتهم منتصرين “.
فعلا فالجزائر واجهت محنا مختلفة طيلة تاريخها ، و في كل مرة تقوم و تستمر ، لكن راهنا نحتاج إلى نهوض حقيقي ، نهوض كالذي قام به اليابانيون و الألمان بعد خراب الحرب العالمية الثانية ، أو حتى انتعاش الحياة في رواندا بعد تجاوز المأساة التسعينية الرهيبة .
محمدبن زيان