ارتفاع عدد الإصابات بالإيدز في الجزائر والكثير من المصابين يرفضون التصريح بإصابتهم
عدد المصابين بمرض السيدا إلى غاية 30 جوان وصل الى 837 حالة
قال الدكتور إلياس أخاموك المختص في الأمراض المعدية والمتنقلة بمستشفى تمنراست، إن عمليات الكشف عن فيروس الإيدز تبقى قليلة نسبيا، اضافة إلى أن الكثير من المصابين يرفضون التصريح بإصابتهم.
وتأسف أخاموك خلال حديثه لإذاعة سطيف اليوم الجمعة، كون الإيدز لا زال يشكل طابو في الجزائر؛ “وهذا خطأ علينا تغيير الذهنيات و طريقة التعامل مع المصابين على أنهم أصحاب سلوك سيئ ومشين” ، محذرا من أن هناك حالات كثيرة أصحابها مصابون بالإيدز وهم لا يعلمون، وهنا تكمن خطورة هذا المرض لذلك الوقاية مهمة.
وأشار إلى أن الجزائر كانت من البلدان الأولى افريقيا التي شهدت الاصابة بالداء في الثمانينات، و انطلاق العلاج كان عام 1997, عام واحد بعد اكتشاف العلاج، مذكرا ان الجزائر تقدم العلاج مجانا لكل المصابين دون استثناء حتى للأجانب، وهي من أولى الدول افريقيا في توفير العلاج، رغم أنه لا يوجد أي علاج شافي تام، لكن فيه بروتوكول طبي يمكن للمريض ان يعيش به لسنوات طويلة ويوجد مرضى منذ عشرين سنة تزوجوا وانجبوا اطفالا بشكل عادي.
ولفت المتحدث أن الجزائر تملك 13 مركزا مرجعيا للعلاج، وهناك مراكز جديدة، ونرجو ان تفتح مراكز أخرى خاصة في الجنوب بهدف إنقاذ المصابين من الموت، وتجنب نقل العدوى .
وأكد أخاموك أن العلاقات الجنسية الغير محمية هي السبب الرئيسي في انتشار الداء؛ اضافة إلى اسباب أخرى كنقل العدوى من الأم الى الرضيع، ويرى أن الأعراض لا تظهر الا بعد 5 سنوات تقريبا، كنقص الوزن، عياء ؛ اسهال مزمن، الحك في الجلد، ثم امراض انتهازية ظهور سرطانات وبيكتيريا وفطريات. والكشف عنه بالتحاليل
وبخصوص عدد الاصابات المسجلة، قال الدكتور إن الجزائر سجلت العام الفائت 1200 حالة وهذا العام ربما سيرتفع العدد نسبيا ، داعيا إلى ضرورة التنبيه على العلاج المبكر خاصة للمرأة الحامل يمكننا إنقاذ الجنين؛ في 10 سنوات بتمنراست لدينا 60 ولادة لإمرأة حاملة للفيروس كلهن انجبن اطفالا أصحاء.
من جانبه أكد المكلف بالبرنامج الوطني لمكافحة السيدا سي محند حكيم بأن الأرقام و الإحصائيات المتعلقة بمرض السيدا على مستوى الجزائر في حالة إستقرار وثبات عند المقارنة بالسنوات الماضية ، حيث قال أن الحالات الجديدة حوالي 1700 حالة ككل عام
وأضاف ذات المسؤول أن عدد المرضى الإجمالي منذ بداية السيدا في سنوات الثمانينات إلى غاية جوان 2022 هو 17 ألف و 250 حالة.
و بين المحاور الأساسية للبرنامج الوطني لمكافحة السيدا و الذي يأتي على رأسها ” عملية التشخيص” ، أي توجه الفرد للتشخيص من أجل الكشف عن الحالة الصحة ، بحيث تعد هذه العملية من أهم الخطوات التي يسعى البرنامج لتعزيزها بتشجيع الأشخاص و حثهم و توعيتهم على ضرورة التشخيص
و يأتي كذلك من بين أهم المحاور التي يهتم بها البرنامج الوطني لمكافحة السيدا و يضعها على رأس الأوليات – يقول ذات المتحدث – هو إنهاء إنتقال المرض من الأم إلى الطفل بحيث يهدف البرنامج في هذا الصدد الى الوصول لمرحلة إنخفاض عدد حالات الأطفال إلى الصفر ، وعليه حث المكلف النساء الحوامل على ضرورة التوجه للتشخيص هذا المرض مؤكدا توفر مراكز العلاج عبر كامل التراب الوطني
فيما قالت المديرة العامة للوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة بوزارة الصحة سليمة حمادي أن عدد المصابين بمرض السيدا في الجزائر في سنة 2022 إلى غاية 30 جوان قد وصل الى 837 حالة ، متوقعة أن تسجل 1700 حالة مع نهاية السنة مثل العام الماضي.
وأشارت حمادي إلى الفئات التي تصاب أكثر اليوم وهي الفئات الشبانية أكثر على عكس الماضي أين كان متوسط الفئة العمرية التي تتعرض للسيدا تتراوح – تقول – ما بين 24 إلى 49 سنة أما الأن فهي أقل عمرا
كما أكدت سعيهم على توسيع مراكز التكفل بمرضى السيدا مشيرة الى توفر 16 مركز في الجزائر ، يتم عبرها تلقى الأدوية الخاصة بالسيدا الى جانب 65 مركز للتشخيص
و أوضحت في السياق أن الأدوية مجانية رغم تكلفتها العالية التي تتكفل بدفعها الجزائر ، و لكن في المقابل – تقول – للأسف يمتنع الناس عن الشخيص وعليه شددت ذات المسؤولة على ضرورة رفع التحدي و زيادة الجهود بتعاون مع الإعلام و المجتمع المدني لنشر التوعية و حث الناس على التشخيص و تحقيق شعار المساواة و إنهاء التهميش على هذه الفئة لنتمكن من القضاء على السيدا
من جهته كشف لمنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة أن حوالي 40 شخص في العالم يعانون من هذا الفيروس حسب إحصائيات منظمة الأمم المتحدة لمكافحة السيدا
بينما شهدت سنة 2021 – يقول – تراجع في نسبة الإصابة بهذا المرض حيث إنخفضت بنسبة 3 بالمائة مقارنة بالسنوات السابقة لأسباب عديدة من بينها – يضيف – ظهور فيروس الكوفيد 19.