لاتزال العديد من مناطق ولاية وهران بدون تموين بالماء الصالح للشرب منذ أكثر من شهر ، وهو الوضع الذي أجج غضب السكان على غرار وادي تليلات ، حي النجمة بسيدي الشحمي و عدة مناطق أخرى التي لم تجد وسيلة أخرى إلا الإحتجاج وقطع الطريق كما حدث منذ أيام عندما أغلق سكان حي 700 مسكن بوادي تليلات الطريق الوطني رقم 4 بعدما أرهقهم العطش طيلة شهر رمضان و لازالت حنفياتهم جافة حد الساعة حسب هؤلاء الغاضبين.
فيما تنقل العشرات من سكان حي النجمة بسيدي الشحمي إلى مقر شركة سيور بإيسطو للإحتجاج على هذه المعاناة وإيصال صوتهم ، بعدما عجز منتخبو بلدية سيدي الشحمي عن توفير البدائل اللازمة للسكان سواء عن طريق الصهاريج أو التموين بالتناوب كما يحدث في مناطق أخرى من الولاية.
في وقت بررت شركة المياه والتطهير لولاية وهران “سيور” هذا الوضع بالمؤقت ، وأكدت في بيان لها أمس انه و نظرا للنقص المسجل على مستوى محطة إنتاج مياه البحر المحلاة بالمقطع في الآونة الأخيرة، زد إلى ذلك إرتفاع نسبة الطلب المتزايد على العنصر الحيوي خاصة ونحن في هذه الفترة العصيبة التي نمر بها جراء إنتشار وباء الكورونا وتزامنا مع حلول موسم الاصطياف، مما نتج عنه حدوث تذبذبات في عملية التموين بالمياه الصالحة للشرب على مستوى بعض المناطق من ولاية وهران.
من أجل تدارك الوضع في التموين بالمياه الصالحة للشرب ولضمان توزيع متكافئ و متوازن عبر كل المناطق المعنية بهذا النقص، إتخذت شركة سيور كل الإجراءات والتدابير اللازمة لمجابهة هذا المشكل، بوضع برنامج تموين يومي خاص وبحجم ساعي يقدر ب 18 ساعة يوميا تمتد من الساعة 05 صباحا إلى غاية 23 ساعة ليلا، عبر كامل تراب الولاية مع دخوله حيز التنفيذ بصفة تدريجية إبتداءا من يوم الأحد 31 ماي 2020 وفق بيان ذات الهيئة أمس.
وسيبقى هذا البرنامج ساري المفعول إلى حين إرتفاع مستوى إنتاج المياه لمحطة تحلية مياه البحر للمقطع والمنتظر في الآجال القريبة، وكذا إنجاز مشروع فصل قناة الماو عن محطة المقطع (projet de déconnexion de la SDEM Mactaa du système MAO الذي يهدف لضخ كمية أكبر من المياه عن طريق النظامين (المياه السطحية والمحلاة) بالتوازي وفي آن واحد.
في نفس السياق، تؤكد مؤسسة سيور بأن هذا البرنامج سيتم متابعته بصفة آلية وآنية عبر وسائل تكنولوجية على غرار نظامي المراقبة والتحكم عن بعد (télé contrôle et télé gestion) لأكثر من 130 قطاع هيدروليكي (secteurs hydrauliques ) عبر إقليم الولاية.
حيث تجدر الإشارة أن الأولوية في إستغلال المياه تعود إلى المياه المحلاة بالدرجة الأولى لتبقى المياه السطحية لسدي شلف وكرادة كمخزون لتامين عملية التموين وإستمرار الخدمة العمومية لتوزيع المياه، في حالة ما كان هناك توقف جزئي أو كلي لمحطة المقطع.
كريم/ل